لا يمكن تصور معاناة الطفل البراءة ''بقوق رفيق ياسين'' الذي لم يتعد عمره 4 أشهر، وهو الذي يعاني من تشوهات خَلْقية في شفاهه العليا وفي اللهاة ذات الفجوة الواسعة وفي الرأس أيضا، وحتى القلب الذي تبين أن به ثقبين يعطلان النشاط العادي للدورة الدموية. والدا الطفل القاطنان بحي ''سافنيون'' في وهران، أوضحا ل''الخبر'' أن فلذة كبدهما وُلد مصحوبا بتشوهات خلقية جعلته يعيش ليس كبقية المولودين الجدد، حتى أنه لم يتجرع حليب أمه، والأمر سيان بالنسبة للحليب الاصطناعي لأن فجوة اللهاة الواسعة تمنعه من ذلك وتضاعف من معاناته. رفيق ياسين يوجد، منذ شهر، في غرفة الإنعاش بمستشفى وهران، والأنابيب التي يتغذى بواسطتها لا تفارقه حتى أن وضعيته الصحية أرّقت الأطباء الذين لم يتمكنوا من علاج ولو تشوه واحد من التشوهات التي تعذبه وتعذب والديه العاجزين عن منع صخب صرخاته التي لم تنقطع منذ ولادته. ما يكابده ياسين من آلام تتجرعه الأم التي قضت أياما بلياليها منذ ولادته قبل 4 أشهر دون راحة ولا نوم، وأملها في أن يجد قرة عينها من يساعده على العلاج والعيش كبقية أقرانه. وفي سياق حديثها عن العلاج ذكرت الأم أن طبيبا بفرنسا اطلع على التقرير الطبي الخاص بابنها بفضل قريبة لها مغتربة بذات البلد، وأكد إمكانية إجراء عملية لتضييق فجوة اللهاة لتمكين الطفل من تناول الحليب والأغذية، لكن العجز المادي للعائلة حال دون نقل ياسين إلى الخارج.