فتحت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تحقيقات حول وفاة حجاج مصابين بأمراض عقلية مختلفة، وستتأكد مصالح الوزارة من خلال تحقيقاتها ما إذا كان الأمر يتعلق بمجرد خطأ أم أنه تم بتواطؤ من الأطباء المسؤولين على دراسة الملفات. أعلن رئيس البعثة الطبية إلى البقاع المقدسة، الدكتور قنار عبد القادر أمس، عن قرار وزارة الصحة فتح تحقيق حول حالات وفاة حجاج مصابين بأمراض عقلية مختلفة ''كان لزاما على لجان المراقبة الولائية منعهم من السفر إلى المملكة السعودية تماما مثلما ألغي سفر 74 شخصا بسبب ظروفهم الصحية المعقدة''. وأضاف بان الوزارة ستتأكد مما إذا كان الأمر يتعلق بمجرد خطأ أم أنه تم بتواطؤ من الأطباء المسؤولين على دراسة الملفات بدافع العاطفة والمحاباة، علما بأنه سجلت أيضا حالتي إجهاض. وفي سياق آخر، ألزمت وزارة الصحة مصنّعي الدواء المحليين التقيد بتوفير كميات الدواء المطلوبة في السوق مقابل إبقاء الحكومة على قرار منع استيراد 239 دواء منتج بالجزائر، وقيدت هؤلاء بدفتر شروط يتعهدون فيه بضمان الاستجابة لاحتياجات السوق بشكل منتظم ودائم. وأكد وزير الصحة جمال ولد عباس في ندوة صحفية خصصت لتقييم عمل بعثة الحج الطبية استحالة ''المخاطرة'' بتوقيف جلب الدواء من الخارج إذا لم تكن المؤسسات الوطنية المعتمدة في قطاع صنع الدواء قادرة على رفع التحدي والتكفل بمتطلبات المواطن في هذا المجال، مذكرا بأن تشجيع السلطات للمنتجين المحليين للأدوية لا بد أن يفهم ويستغل على أحسن وجه حتى يتم تدارك النقائص، كما أشار إلى وجود مبادرة أطلقتها الجزائر، الهدف منها تشكيل فاتورة دواء موحدة بين دول المغرب العربي بغرض تقليص تكاليف اقتناء الدواء، قائلا بأن الدواء عامل من عوامل الحفاظ على السيادة الوطنية. وكشف الوزير عن التحاق مجموعة من الأطباء الكوبيين هذه الأيام بأربعة مستشفيات في العاصمة ووهران في إطار برنامج عمل مشترك بين البلدين، يتمثل في شرح استخدامات دواء مصنع في كوبا يجنب بعد مزجه بأدوية أخرى بتر الأعضاء المتعفنة من جسم المصاب بداء السكري، وتحديداالأرجل التي يتسبب قطعها كما هو معروف في كثير من الأحيان إلى وفاة المصاب أو تدهور حالته الصحية. وبدا ولد عباس جد راض عن أداء البعثة الطبية في الحج خاصة من ناحية التكفل بالتغطية الصحية للحجاج، إذ سجل إلى غاية أمس 40866 فحص طبي عام في مستشفى البعثة بمكة وملحقاته، وأوضح بأن البعثة نقلت معها حوالي 9 أطنان من الأدوية إلى الأراضي السعودية، استخدم منها جزء كبير في مختلف مراحل علاج الأمراض التي تنحصر معظمها في إصابات بالزكام ناجم عن المناخ الحار، مضيفا بأن حالات الوفيات المقدرة ب29 حالة تعود إلى السكتة القلبية وليس إلى الأمراض المزمنة.