اتهم منكوبون من بلدية غرداية مصالح الدائرة ومديرية السكن بممارسة البيروقراطية وتأخير البت في أكثر من 3 آلاف حالة لأسرة منكوبة تنتظر منذ 13 شهر إسكانها، وتحولت خلالها بعض مصالح الدائرة ومديرية السكن إلى محاشر بشرية يتكدس فيها مئات الأشخاص كل يوم ثلاثاء تقريبا ينتظرون الدخول إلى المكاتب التي يغيب عنها بعض مسؤوليها في يوم الاستقبال الوحيد. قلصت مصالح دائرة غرداية أوقات استقبال المنكوبين إلى 4 ساعات كل أسبوع في يوم الثلاثاء، ما يعني أن آلاف المنكوبين عليهم استغلال أقل من 4 ساعات كل أسبوع للسؤال حول وضعياتهم الإدارية، وأثار هذا القرار سخط وغضب المنكوبين، وقال أحد ممثلي المشتكين السيد ''حشيد. م'' رئيس جمعية ببلدية غرداية، إن أكثر من 3 آلاف ملف لمنكوبين من بلدية غرداية لوحدها مازالت حبيسة الأدراج في دائرة غرداية. وقالت شكوى في الموضوع إن كلا من دائرة غرداية ومديرية السكن، التي يقصدها مئات المنكوبين كل أسبوع، تحولت إلى قلعة حصينة يمنع المواطنون من دخولها سوى لعدة ساعات كل أسبوع، وأضاف المتحدث قائلا ''تقدمنا بطلب مقابلة المدير منذ شهر جوان الماضي، ورغم أن الطلب قدمه رؤساء 5 جمعيات أحياء، فإننا لم نتشرف بالتعرف على ملامح حتى سكرتير المدير فما بالك بالمدير''، ولم يتمكن مئات المواطنين من الوصول إلى موظفي مديرية السكن بولاية غرداية منذ عدة أشهر، والسبب بسيط، فقد حصرت المديرية أوقات استقبال المواطنين في يوم واحد أسبوعيا هو يوم الثلاثاء، ولا يزيد الزمن الذي يسمح فيه للمراجعين سواء كانوا أفرادا أو مقاولين بدخول مقر المديرية عن 6 ساعات كل أسبوع فقط، والغريب أن أغلب رؤساء المصالح، حسب شكاوى المواطنين، يغيبون في هذا اليوم عن مكاتبهم، رغم حاجة آلاف المواطنين لمراجعة مديرية السكن بسبب أن عدد المنكوبين فقط هو 19 ألف، فإن ولا أحد من المواطنين تسنى له مقابلة المدير، حسب كلام من التقيناهم داخل مقر المديرية، وقال السيد ''ب. لطرش'' إنه ينتظر مقابلة مدير السكن منذ شهر فيفري 2009، أي منذ أكثر من 9 أشهر دون جدوى، بينما اضطر ''س. بلغيث'' للتنقل ذهابا وإيابا من المنيعة قاطعا مسافة 540 كلم في رحلتي الذهاب والعودة عدة مرات دون أن يتمكن من التعرف على وضعية ملفه الخاص بإعانة منكوبي المنيعة. وحسب منتخبين من المجلس الولائي، فقد كثرت شكاوى المواطنين ورؤساء الجمعيات من البيروقراطية عبر عدة مديريات ودوائر، حيث قلص أغلب هؤلاء أيام الاستقبال من يومين إلى يوم واحد كل أسبوع مباشرة بعد تغيير العطلة الأسبوعية. وتساءل أحد منتخبي بلدية العطف بغرداية: ''كيف لا نتحدث عن البيروقراطية وبعض المديرين يقاطع حتى المنتخبين؟. من جانب ثان لم نتمكن من مقابلة مدير السكن رغم إلحاحنا في ذلك عدة مرات''.. وقال رئيس مصلحة بالمديرية، طلب عدم كشف هويته، ''لا يمكن أبدا تصور مقدار الضغط المسلط على عاتق المدير الذي يقضي كل أيام الأسبوع تقريبا متنقلا إما بين الاجتماعات في مقر الولاية أو الوزارة أو في الورشات.. وحسب المتحدث، فإن المديرية تعاني نقصا حادا في المستخدمين، حيث لا يتعدى عدد موظفيها ال30 شخصا تقع عليهم مسؤولية تسيير ميزانية ضخمة والتكفل بإزالة آثار الفيضانات''.