خلفت اعتداءات قامت بها مجموعات من المواطنين المغاربة في حق مواطنين صحراويين بمدينتي السمارةوالعيون، أول أمس، العشرات من الجرحى أغلبهم من تلاميذ الثانويات بحكم أن الاعتداء كان مسرحه مؤسسات تعليمية. تزامن هذا مع طرد سلطات الرباط صحفية إسبانية من مدينة العيون وقيامها بمتابعة صحيفة ''الباييس'' قضائيا. وذكرت مصادر حقوقية أن مستوطنين دخلوا في مجموعات مدججين بالأسلحة البيضاء إلى ثانوية مسماة مولاي رشيد بمدينة السمارةالمحتلة، وقاموا بالاعتداء على التلاميذ الصحراويين، وقد خلف الاعتداء 41 جريحا من تلاميذ ومواطنين ونقل العديد منهم إلى المستشفى ممن كانوا يعانون من جروح متفاوتة الخطورة لتلقي الإسعافات الأولية. وذكرت المصادر ذاتها، حسب موقع اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين، بأن: ''المليشيات المدججة بالسلاسل الحديدية والعصي ومختلف الأسلحة البيضاء والإعلام المغربية شرعت قبل اعتدائها على الأطفال الصحراويين في ترديد شعارات عنصرية، وذلك بتأطير واضح وتحريض من طرف المسؤولين المغاربة بالمدينة''. السيناريو نفسه عاشته مدينة العيون، حيث كانت كل من ثانوية محمد الخامس وكذا ثانوية التنمية الإعدادية، مسرحا لتدخل عنيف من قبل مواطنين مغاربة كانوا يحملون أعلاما مغربية وأسلحة بيضاء، وخلفت الاعتداءات جرح سبعة تلاميذ. وتأتي هذه الاعتداءات، بعد يوم واحد من مظاهرات ضخمة في المغرب، عرفت شحنا كبيرا للمواطنين المغاربة ضد من أسموهم أصحاب المبادرة ''أعداء الوحدة الوطنية''، والتي ركز فيها على الجزائر، الحزب الشعبي الإسباني الذي لعب دورا كبيرا في إدانة المغرب من قبل البرلمان الأوروبي وهي الإدانة التي لم يهضمها حكام الرباط. وبالموازاة مع جعل المغرب من الحزب الشعبي الإسباني العدو اللدود الجديد له، فإنه أقدم، أول أمس، على طرد آخر صحفي إسباني من العيونالمحتلة، حيث طرد صحفية الموندو أنا روميرو، التي دخلت إلى المنطقة بتسريح من قبل وزارة الداخلية المغربية، بسبب التصريحات الإعلامية للصحفية التي أكدت أنها تواجه الخطر في المدينة ولجأت إلى بيت إسباني بالعيونالمحتلة، وهو ما اعتبرته الرباط تصرفات غير مقبولة. بالموازاة مع ذلك رفع وزير خارجية المغرب، فاسي الفهري، دعوى قضائية ضد جريدة ''الباييس'' بسبب ما اعتبر تلفيق تصريحات لم يدل بها في الحوار الذي أجرته معه الصحيفة ذاتها.