نجحت قطر، أول دولة عربية وأصغر دولة في تاريخ كأس العالم ستحتضن نهائيات 2022، وأصبحت بذلك مركز كرة القدم العالمية وستظل كذلك على مدى 12 سنة.. شيء لم يكن أحد يتصوره قبل أيام، بالنظر للفشل الذريع الذي مني به الملفان المصري والمغربي في كأس العالم .2010 صحيح أن الفضائح التي لاحقت الاتحاد الدولي لكرة القدم ضربت مصداقيته، وظن العرب كالعادة أنهم سيكونون الحلقة الضعيفة، إلا أن قطر جعلت من قضية استضافتها لكأس العالم قضية دولة، ولا أدل على ذلك من تصريحات الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قال: ''سنحارب من أجل أن تستضيف قطر كأس العالم''، وتبعه الاهتمام غير المسبوق الذي خصته أعلى السلطات في البلاد للدفاع عن ملفها في زوريخ، كما لو أنها تدافع عن سيادة بلدها على أرضها. قناة الجزيرة التي يعرفها كل العالم كان لها الدور الأول في تكبير قطر الصغيرة بالمساحة والسكان والكبيرة بالتواجد على المستوى العالمي، فلو أن دولة صرفت عشرة أضعاف ما تصرفه دولة قطر على القناة الفضائية، لفتح السفارات وتنظيم الملتقيات الدولية ورشوة الدبلوماسيين، لما حققت الإنجاز الذي يشاهده العالم بفضل الجزيرة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الرياضي. والدليل أن الدوحة أصبحت رقما مهما في كل القرارات المتعلقة بالشرق الأوسط، لدرجة أنه لا يجب أن نعجب إذا رأينا قطر تطلب مقعدا دائما في مجلس الأمن الدولي إلى جانب كبار هذا العالم. شخصيا كنت متشائما حيال فوز قطر لأسباب الجو والمناخ الصعب والخوف من غياب الجماهير في لعبة نكهتها الأساسية في جماهيرها، والحقيقة أني كنت متأثرا بوجهة النظر الأوروبية، وهي صحيحة إلى حد بعيد، لكن القطريين أقنعوا العالم أنه بإمكانهم تحويل الدوحة إلى عاصمة معتدلة المناخ في شهر أوت، وقد تصبح باردة إذا طلبت الفيفا ذلك.. التكنولوجيا يمكن أن تفعل أي شيء. أمير قطر اختار أن يقضي أجمل ليلة في حياته في الجزائر، لذلك طار مباشرة من زوريخ إليها، ولا شك أنه خصص لنفسه وللمحظوظين من الجزائريين حفلا خاصا بمناسبة دخول كأس العالم إلى المنطقة العربية، كما أنه لا شك في أن كل الشعب الجزائري مدعو لمشاهدة المقابلة النهائية في ملعب الدوحة.. فمبروك لقطر. [email protected]