الجزائريون يستهلكون كل أنواع المخدرات كشفت أول نتائج التحقيق الوطني، الذي أعده الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، بأن الكيف المعالج والهيروين والكوكايين والحبوب المهلوسة تستهلك في كل الوطن دون استثناء، كما أن هناك أزيد من 32 ألف مدمن مخدرات في الجزائر، وأن استهلاك المخدرات منتشر في الأطوار التعليمية بسبب تزايد نشاط مافيا هذه السموم. كشف المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، عبد المالك السياح، أمس، ل''الخبر''، بأنه ''قبل إضفاء الرسمية على التحقيق الذي أعددناه بإشراك خبراء أجانب وبالتعاون مع المركز الوطني لدراسات التنمية الريفية، الذي دام 10 أشهر، لا يمكن الكشف عن أي رقم، لكن يتضح استفحال المخدرات في الجزائر''. وتبين بأن ''المخدرات بأنواعها توجد في كل الوطن، من دون استثناء، وأن الجنوب الجزائري، الذي كنا نعتقد بأنه بعيد عن هذه الآفة، أثبتت النتائج بأن عدة مدن به تعرف رواجا للمخدرات أكثر منه في مدن الشمال''. الأخطر من هذا كله، فإن ''المخدرات والأقراص المهلوسة منتشرة لدى الشباب إناثا وذكورا من 12 إلى 35 سنة، وبقوة، فضلا عن أنها منتشرة لدى الكهول الذين يزيد سنهم عن 35 سنة''. ودق المدير العام للديوان ناقوس الخطر بخصوص انتشار استهلاك المخدرات القوية كالكوكايين والهيروين، قائلا: ''لقد حذرت من هذا الأمر قبل ثلاث سنوات، لكن لا أحد صدقني''. وتابع ''الشبكات الكولومبية تسعى لتمرير هذه السموم عبر الجزائر إلى أوروبا، كما أن الشبكات المغربية التي لا تزال تغرق الجزائر بالكيف أصبحت هي الأخرى تتعامل بالكوكايين عن طريق مقايضته بالكيف المعالج''. كما بين التحقيق الوبائي حول مدى انتشار تعاطي المخدرات، بأن ''الكيف المعالج والكوكايين والهيروين والحبوب المهلوسة تمس شريحة كبيرة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و26 سنة، ويكثر رواجها في المدن أكثر من الأرياف، كما أن هذه الأخيرة تعرف استهلاكا للمخدرات ليس بالهين''. الأكثر من هذا أيضا، فإن عدد مستهلكي المخدرات يتراوح بين 250 و300 ألف شخص، في حين يصل عدد المدمنين على تعاطيها، والذين بحاجة إلى دخول مراكز العلاج، يتراوح بين 13 و32 ألف شخص. كما كشف التحقيق أن المخدرات منتشرة في الأطوار التعليمية الثلاث، وصولا إلى الجامعات والإقامات الجامعية. لكن ما يجب الإشارة إليه أنه ''تم الوقوف على أطفال تبلغ أعمارهم 8 سنوات يتعاطون المخدرات ويزاولون الدراسة في الطور الابتدائي''. ويستدعي مثل هذا الأمر، حسب المدير العام، عبد المالك السايح، إجراء تحقيق وبائي وطني يخص استهلاك المخدرات في الوسط المدرسي. وينتظر أن تعطي 14 وزارة معنية بهذه الظاهرة رأيها في النتائج المخيفة التي توصل إليها التحقيق الوبائي، والذي سيتم بناء عليه تسطير المخطط الوطني التوجيهي الثاني للوقاية من المخدرات ومكافحتها، بعد أن يصادق عليه مجلس الحكومة.
