أثارت تصريحات حارث الضاري رئيس تجمع علماء المسلمين في العراق، التي أطلقها في الجزائر خلال مشاركته بملتقى ''نصرة الأسرى في سجون الاحتلال''، غضبا في السفارة العراقية بالجزائر، و نفى السفير العراقي وجود ''عدد غير محدود من الجزائريين في سجون عراقية''، وكشف أن خمسة جزائريين فقط ينزلون في مؤسسات عقابية. خلال مشاركته في ''ملتقى نصرة الأسرى في سجون الاحتلال'' الذي عقد في الجزائر في الخامس والسادس ديسمبر الجاري، نقل عن رئيس هيئة العلماء المسلمين في العراق، حارث الضاري، أن ''هناك عددا غير محدود من المعتقلين الجزائريين القابعين في السجون التي تشرف عليها الحكومة العراقية أو القوات الأمريكية في العراق''. وسارع السفير العراقي إلى نفي ''ادعاءات الضاري'' ولمح في بيان تلقت ''الخبر'' نسخة منه أمس، إلى إمكانية تأثير تصريحاته على علاقات العراق بالجزائر. وقال السفير العراقي في الجزائر عن ''ادعاء حارث الضاري بوجود عدد غير محدد لسجناء جزائريين يعيشون ظروفا صعبة في السجون العراقية''، أنه ''محاولة لإثارة الرأي العام الجزائري وزرع الحواجز في طريق توطيد أواصر العلاقات الأخوية الجزائرية العراقية في المجالات كافة''. وذكر السفير العراقي أنه ''ينفي وجود معتقلين جزائريين في سجون العراق، باستثناء خمسة معتقلين ينفذون أحكاما قضائية صدرت بحقهم في محاكم القضاء العراقي''، وأوضح ''أن سفارة العراق بالجزائر قامت بتبليغ وزارة الخارجية الجزائرية بوجودهم في سجن سوسة، في كتاب رسمي تضمن كامل المعلومات عن أسمائهم وأعمارهم ومدة محكوميتهم، ودواعي اعتقالهم وصدور الأحكام القضائية بحقهم''. وزاد السفير في نفيه لتصريحات حارث الضاري قائلا ''ويتمتع المعتقلون الجزائريون بكامل حقوقهم التي يفرضها القانون العراقي، وفقا لمبادئ حقوق الإنسان، وهم ينتظرون قضاء مدة محكوميتهم ليعودوا للجزائر أو في أي مكان حسب رغبتهم''. وعادة تتهم هيئات حقوقية جزائرية، وزارة الخارجية ب''التهاون'' في معالجة ما تقول إنه ''ملف لعدد كبير من الجزائريين في سجون عراقية''، وتقول هيئة، بوجمعة غشير، مثلا، الذي يترأس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، إن البعض من المعتقلين أوضحوا عدم مطالبة الجزائر السلطات العراقية بتسليمهم . ورحب السفير العراقي بأي خطوة ثنائية مع الجزائر في سبيل معالجة مسألة المعتقلين الجزائريين ''العراق يجدد حرصه في الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية، فاتحا أبوابه أمام الجزائر والجزائريين ليكونوا له عونا في إعادة بناء العراق بعيدا عن ادعاءات المغرضين الذين تختبئ تحت عباءاتهم تنظيمات القاعدة المندحرة أمام إرادة الحياة''. وفي تصريحات الضاري التي أغضبت السفارة العراقية يقول إن هيئته ''على علم بملفات معتقلين من الجزائر والمغرب واليمن ودول عربية أخرى يعانون القهر والتعذيب في السجون العراقية بتهمة أو بدون تهمة''، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك أي طريقة للتواصل مع السلطات الجزائرية بشأنهم.