يتواصل رفض الفنانين الجزائريين للخطوة التي أقدم عليها منظمو مهرجان الفيلم العربي بوهران بدعوة الفنانين المصريين، وأجمعوا على وصف ذلك ب''العار والعيب''، كما دعا بعضهم إلى وقفة للتنديد. فريدة كريم، المعروفة بخالتي بوعلام، ل''الخبر'' ''لا لدعوة المصريين إلى الجزائر'' انفجرت الممثلة الفكاهية فريدة كريم غضبا، بمجرد علمها بحضور الفنانين والأفلام المصرية في مهرجان الفيلم العربي بوهران، قائلة: ''عيب أن ندعو المصريين''، واصفة المبادرة ب''العيب والعار''، وأضافت: ''من غشنا ليس منا، لا نريد في الجزائر من أكل الغلة ثم سبّ الملّة. لقد كانوا يحضرون مهرجاناتنا معزّزين مكرّمين، وكنا نلاقيهم بالتمر والحليب، فلاقوا أبناءنا بالحجارة''. وبنبرة حادة فيها الكثير من الألم والحسرة، أضافت خالتي بوعلام كما تسمى: ''أنا لا أعترف بالفنانين المصريين، وكل من سبّ الجزائر، بلد المليون ونصف المليون شهيد، ووصف العربي بن مهيدي وحسيبة وكل الشهداء باللقطاء''، مضيفة: ''أنا كفنانة لا أريدهم في بلادنا''. وناشدت الفنانة المحبوبة فريدة كريم الإعلام الجزائري وكل النفوس الطيبة والصادقة في الجزائر الوقوف ضد هذه الخطوة والتنديد بالدعوة، لأنهم لم يسبّوا فقط الشعب، بل حتى رموز سيادة الجزائر، كالعلم والتاريخ واللغة. وذكّرت بما قاله ابن الرئيس حسني مبارك حول رموز الدولة وعلى المباشر في الفضائيات المصرية، وما قاله مثقفوهم بأنهم علمونا العربية، حيث أشارت إلى أن ''الشعب الجزائري درس على يد ابن باديس والبشير الإبراهيمي، ولم ينتظر المصريين ليعلموه العربية''، لتعرّج فريدة على قضية تكريم الفنانين المصريين، حيث ذكّرت بالحفاوة التي استقبلت بها يسرا في مهرجان وهران، وبسبب مباراة كرة قدم، أعادت التكريم ''لكنها لم تعد الدولارات التي أخذتها''. وختمت الفنانة فريدة كريم تصريحها بالقول: ''استقلال الجزائر لم يأت من فراغ ولا بالأمر السهل، وكل من مس الشهداء لا نريده.. وتحيا الجزائر''. سعاد سبكي تحضر ندوة ''رفض'' بمشاركة فنانين وممثلين ''عار علينا استضافة من استباح شرفنا'' صبّت الممثلة سعاد سبكي جام غضبها على القرار ''المجحف'' و''التعسفي'' الذي اتخذته الحكومة الجزائرية، بشأن استضافة الممثلين والفنانين المصريين في الطبعة الرابعة من المهرجان الدولي للفيلم العربي، المزمع تنظيم فعالياتها ما بين 16 و23 ديسمبر الجاري بوهران. وقالت سعاد سبكي بنبرة حادة: ''إن هذه الخطوة التي أقدمت عليها حكومتنا، وعلى رأسها وزيرة الثقافة خليدة تومي، تعدّ مساسا بكرامة وشرف جميع الجزائريين، الذين لم يندمل بعد جرحهم جرّاء ما اقترفه ممثلو وفنانو أم الدنيا في حقهم، لاسيما بعد كل ذلك السب والشتم، وكذا الإهانة التي تعرضنا لها من قبلهم، وفي مقدمتهم شهداؤنا الأبرار الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة''. موضحة: ''عار وجبن على حكومتنا استضافة من استباح شرفنا، وأهان رموزنا الوطنية بكل هذه البساطة ودونما اعتذار حتى''. مضيفة: ''أنا كممثلة جزائرية أرفض رفضا قاطعا أن يدوس المصريون أرضنا الطاهرة من جديد، كما أنني أتأسف كثيرا لأن حكومتنا عجزت عن اتخاذ قرار يعيد للجزائريين كرامتهم وشرفهم المدنس، على يد هؤلاء الذين سيستخفون أكثر بنا، بعد أن سمحت لهم بالعودة إلى أرض المليون ونصف المليون شهيد بهذه الطريقة''. وأردفت: ''لقد أصبحنا فعلا لا شيء في نظرهم، لذا، أحضر حاليا لعقد ندوة صحفية طارئة رفقة نخبة من فنانينا وممثلينا، الذين أبدوا لحد الساعة تحمسا كبيرا للتنديد بالمشاركة المصرية في المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران''. المخرج محمد حازرلي ل''الخبر'' ''لن يدخل الجزائر من شتمها من المصريين'' اعتبر المخرج محمد حازرلي دعوة المصريين إلى مهرجان الفيلم العربي درسا ستقدمه لهم الجزائر التي تترفع عن كل التفاهات، لأن الجزائريين فوق هذا المستوى، مستطردا: ''لا بد أن نكون في عظمة هذا البلد وتاريخه، ولا نقاطع بلدا بسبب فنانين غير مسؤولين''. وذكر حازورلي خطورة ما قالوه: ''لقد تابعنا أكثر من 50 قناة كانت ضد الجزائر وبثت تصريحات نارية، لكن هؤلاء أساؤوا قبل كل شيء للشعب المصري وتاريخه''. وطالب المخرج بمنع أي فنان مصري سبّ الجزائر وشتمها من دخولها، والتواجد في أي مهرجان أو نشاط فيها، موضّحا: ''ليس كل الفنانين شاركوا في سبّ الجزائر، وعلينا أن نبقي الباب مفتوحا أمام المصريين، لكن لا يجب أن يدخل الجزائر من شتمها''. وقال: ''نحن نعرف من سبّ الجزائر واحدا واحدا، لقد تابعنا الأحداث بكل ألم''، مستشهدا بالاجتماع الذي ضم مجموعة من الفنانين على رأسهم يسرا، والذين كما قال: ''أمضوا ليلة كاملة في شتم الجزائر''. وشدّد المخرج حازرلي على حقيقة أنه من الصعب تضميد الجرح الذي تسببت فيه مقابلة في كرة القدم، والذي وصل إلى حد شتم الشهداء ووصفهم باللقطاء، معتبرا أن السبيل الوحيد لتقبل هؤلاء المصريين هو ''أن يعتذروا فردا فردا وعلى العلن، وعبر فضائياتهم التي شتموا من خلالها الجزائر، ربما بعدها قد نتسامح''. وذكّر حازرلي بالقيمة التي منحتها الجزائر للفنانين المصريين، وبالثورة التي أحدثها في مهرجان وهران عندما رفض معاملة المنظمين التمييزية للفنانين المصريين على حساب الجزائريين، مضيفا أن إلهام شاهين التي فازت بجائزة مهرجان وهران، كلما سئلت تذكر كل المهرجانات إلا مهرجان وهران. وأشار المخرج إلى أنه لا يوجد مهرجان واحد في مصر يكرّم الجزائريين مثلما فعلنا لفنانيهم، معتبرا أن ''المصريين يعانوا من عقدة السينما الجزائرية، ولخضر حامينا والسعفة الذهبية في كان مازالت كالشوكة في حلقهم''.