تتواصل العروض المسرحية المندرجة في إطار فعاليات المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي، بالمسرح الجهوي لباتنة، حيث أمتعت، سهرة أول أمس، فرقة المسرح الجهوي بمعسكر الجمهور الحاضر بعرضها المسرحي '' ثيللي'' بمعنى ''الحرية'' من إخراج وتأليف العمري كعوان. وتضمنت المسرحية حوارا بين امرأة ورجل تمت استضافتهما في حصة تلفزيونية، تبين أنهما على خلاف كبير في كل القضايا المطروحة، إلا أن الحوار مكّن من إذابة جميع الفوارق الاجتماعية بينهما، لينسِجا علاقات صداقة ومودة من خلال توافقهما في التمسك بمعاني الصدق وحب الخير، دون أن يفقد كل منهما خصوصيته اللغوية والثقافية. فيما تابع عشاق أب الفنون، في الليلة التي سبقتها، عرضا مسرحيا من إمضاء المسرح الجهوي بتيزي وزو، وحمل عنوان ''سينيستري''، وهو اسم لمحامٍ اتخذ من مقولة هتلر ''كلما تضاعف حجم الأكذوبة كلما صدقها الناس''، مبدأ في حياته المهنية، متسترا وراء وضعيته كمحامٍ ومتسلحا بطلاقة لسانه وفصاحته، فينتهج سبيل الكذب والخداع لكسب عيشه، واضعا خططا جهنمية للإيقاع بالناس الأكثر طيبة وعفة في شباك الاحتيال. تتوالى المشاهد تباعا، إلى أن يقع المحامي في فخ راعٍ بسيط قصده للدفاع عنه أمام المحكمة، قصد تبرئته من قضية سرقة قطيع من الماشية، فقد انتهج المخرج السخرية للحديث عن الكذب والخداع، وعن الحق والحقيقة، وعن الضحايا. وقد حرصت محافظة المهرجان على نقل العديد من العروض المشاركة إلى جمهور بعض المناطق، منها ''المعذر'' و''أريس'' و''عين توتة''، حيث استمتع سكانها بالعروض المسرحية، ما ساهم في تعميم الثقافة المسرحية على أوسع نطاق في منطقة الأوراس.كما تابع جمهور المسرح، استعراضا راقصا للبالي الوطني الكوبي، الذي قدم مجموعة من اللوحات الغنائية الراقصة.