خلف انفجار سيارة مفخخة، استهدف كنيسة قبطية بمدينة الإسكندرية، ثاني أكبر مدن مصر، 21 قتيلا و79 جريحا، حسب إحصائيات مصالح الشرطة المصرية. كما دمر الانفجار الواجهة الأمامية للكنيسة والعديد من البنايات المجاورة. في أعقاب الانفجار مباشرة، منع عدد ممن كانوا داخل الكنيسة السلطات من نقل جثث القتلى إلى المستشفيات لتشريحها أو لتسجيل وفاتها، كما قام مسيحيون آخرون برشق مسجد يقع بالجهة المقابلة للكنيسة بالحجارة، وهم يرددون شعار ''الروح بالدم نفديك يا صليب''، في الوقت الذي كان يردد مسلمون يقفون بالجهة المقابلة شعار ''بالروح بالدم نفديك يا إسلام''. ولتطويق هذا الاحتقان، أجرى محافظ الإسكندرية، في الساعات الأولى من صبيحة أمس، مفاوضات مع قيادات مسيحية، مكنت من نقل جثث الضحايا من داخل الكنيسة إلى مشرحة مستشفى المدينة. وعن الجريمة، تحدثت مصادر أمنية مصرية أن السيارة المستخدمة في التفجير كانت مفخخة بما يزيد عن المائة كيلوغرام من المتفجرات، التي يحتمل أن تكون من مادة ''تي أن تي''. هذا الحجم هو ما يفسر تفتت السيارة إلى أجزاء صغيرة. نفس المصادر ترى أن أطرافا أجنبية تقف وراء ما وقع، لأنه يصعب من الناحية العملية أن تتوفر أطراف محلية على المادة المتفجرة والتقنيات المستخدمة في الجريمة والتي تتطابق مع ما يحدث في العراق وأفغانستان. وهو ما يدفع إلى الاعتقاد بأن تنظيم القاعدة هو من قام بالفعل. للتذكير، كانت جماعة تسمي نفسها ''دولة العراق الإسلامية''، يعتقد أنها أحد فروع تنظيم القاعدة، هددت، نهاية شهر نوفمبر الماضي، باستهداف الكنائس القبطية المصرية ما لم يتم الإفراج عن مسلمات ''مأسورات في سجون أديرة'' بمصر. وفي أعقاب التفجير، دعا الرئيس حسني مبارك المصريين، أقباطا ومسلمين، إلى أن ''يقفوا صفا واحدا في مواجهة قوى الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه''. كما أمر وزير الداخلية المصري بتكثيف الحراسة على الكنائس والمنشآت المسيحية، ورفع حالة الاستعداد في كافة محافظات الجمهورية تحسبا لوقوع انفجارات أخرى قد تلجأ إليها الجهة الواقفة وراء تفجير كنيسة الإسكندرية.