أعلنت مصادر طبية متطابقة بأن تقارير ''أولية'' بلغت مكتب وزير الصحة، أكدت بأن الندرة المسجلة مؤخرا في المستلزمات الطبية الخاصة بالعمليات الجراحية ليست نتيجة لانقطاع في التموين، على اعتبار أن هذه المواد الصيدلانية متوفرة بالصيدلية المركزية، ما يفسر قرار مسؤولي القطاع تنصيب لجنة تحقيق لتحديد المتورطين في ''تحويلها خارج المستشفيات''. كشفت مصادر طبية متطابقة عن حالة استنفار تعرفها مديرية الصيدلة على مستوى وزارة الصحة، بعد تهديدات أساتذة الطب ورؤساء المصالح بالتوقف عن إجراء العمليات الجراحية بسبب ندرة المستلزمات الطبية الخاصة بها على غرار القفازات والإبر والمخدر. وقالت مصادرنا إن لجنة تحقيق نصبت على مستوى الوزارة للتحري عن الأطراف التي تقف وراء الاختفاء ''المفاجئ'' لهذه المواد، على اعتبار أنها كانت متوفرة بكثرة ولم تعرف يوما أي نوع من الانقطاع، علما أن التقارير الأولية التي بلغت الوزارة تشير إلى ''تجاوزات'' تحدث على مستوى الصيدلية المركزية شملت توزيع عدد من الأدوية وكذا المستلزمات المستعملة بكثرة في غرف العمليات. وإن كانت نفس التقارير لم تتهم أطرافا معينة متورطة في هذه ''التجاوزات'' إلا أنها لمّحت، حسب المصادر التي تحدثت ل''الخبر''، إلى أن بعض مستلزمات العمليات الجراحية تعرف منذ فترة ''نزيفا'' نحو عدد من العيادات الخاصة، ما يفسر قرار وزير الصحة، جمال ولد عباس، فتح تحقيق لمعرفة الأشخاص الذين يقفون وراء هذا ''النزيف''. ويتزامن ذلك مع المهلة التي منحها الأساتذة الطبيون لمسؤولي الوزارة لمعالجة الوضع وتوفير المواد بالنظر إلى الظروف ''الكارثية'' التي تجرى فيها العمليات الجراحية، حيث حذروا من كارثة صحية خطيرة تهدّد حياة المرضى بسبب عجز فادح في وسائل الجراحة على غرار القفازات المفقودة منذ فترة، وفضل الاستشفائيون الجامعيون في جمعية عامة عقدوها مؤخرا بالعاصمة التريث مدة شهرين وطالبوا بتحسين ظروف العمل وإنقاذ حياة المرضى، قبل الدخول في إضراب سيشل هذه المصلحة. وحسب الأمين العام لنقابة الأساتذة والأساتذة المحاضرين، البروفيسور جيجلي، فإن الوضع لم يعد يحتمل أي تأجيل مادام الأمر يتعلق بصحة المريض، فغرف العمليات، يقول، تفتقر إلى أدنى وسائل العمل، حيث تحدى وزارة الصحة التي صرحت مؤخرا بأنه تم القضاء على الندرة المسجلة في عدد من الأدوية الحساسة، بالتأكيد بأن هذه الندرة زادت حدة وطالت أدوية جد حساسة ومطلوبة، لأن الوصاية تتعامل مع الملف وكأن الأمر يتعلق بقطع غيار السيارات ضاربة عرض الحائط بما يمكن أن تسببه الندرة من خطر على حياة المرضى. وبناء على هذه المعطيات، حذر ذات المتحدث من انفلات الوضع في ظل إصرار الاستشفائيين الجامعيين على شلّ هذه المصلحة والتوقف عن إجراء العمليات، وهو إجراء سيؤثر بالدرجة الأولى، يقول جيجلي، على حياة المريض مادام أمرا كهذا ليس محل مساومة، ما جعله يشدد على التعجيل في توفير الأدوية المفقودة وكذا مختلف وسائل العمل الخاصة بالعمليات الجراحية لامتصاص سخط الأطباء.