خلايا إرهابية في الحميز والسحاولة والقبة وباش جراح لتنفيذ الهجمات تحالف بين حماة السلفية والجماعة السلفية لاستهداف مؤسسات الدولة أجهضت قوات الأمن المخططات التي أعدها تنظيم القاعدة لتنفيذها في العاصمة في محاولة لاختراق الطوق الأمني المفروض عليها منذ ربيع العام المنقضي. وكان المكلف فيها بالجانب اللوجستي إرهابي تم تجنيده قبل توقيفه الصيف الماضي، بعد إعادة تجنيده انطلاقا من السجن في صفوف التنظيم الإرهابي. وكانت اعترافاته ومعلومات أخرى قدمها مقربو درودكال ممن يستعدون للتوبة، سببا لنجاح قوات الأمن في ضرب 6 قواعد خلفية داخل العاصمة وفي محيطها لتنفيذ هجمات استعراضية. يعود نجاح مصالح الأمن في إجهاض مخططات إرهابية في العاصمة إلى العمل الاستخباراتي مدعوما بتعاون مقربي درودكال في التنظيم من خلال تسريب معلومات حول العمليات المسطرة مقابل الاستفادة من تدابير المصالحة مستقبلا. فقد تلقى التنظيم الإرهابي ضربات في الصميم بعد توقيف العناصر التي أشرفت على التخطيط للهجمات وانتهت بإجهاض عدد من مخططاته الإرهابية داخل العاصمة في المهد. وكان ذلك في شهر أوت الماضي، عندما أوقفت مصالح الأمن ثلاثة أشخاص وتحصّلت منهم على معلومات هامة جدا. ويتعلق الأمر ب(ب.أحمد) و(ب.عبد الحق) وينحدر الاثنان من بلدية السواحلية في تلمسان، والإرهابي الثالث اسمه(ح.ب). وهو من بلدية باش جراح في العاصمة. توقيف الإرهابيين الثلاثة وتقديمهم للعدالة كان بعد القبض على (ب.أحمد) في الخامس أوت الماضي في مغنية بولاية تلمسان، والذي اعترف أثناء التحقيق الأمني بأنه عاد للالتحاق بالتنظيم الإرهابي مباشرة بعد قضائه عقوبة سنتين سجنا في سنة 2006 بعد إدانته بتهمة الانتماء إلى خلية إرهابية في سرية الغرباء التابعة لكتيبة الهدى الناشطة على مستوى ولاية البويرة. وانطلاقا من السجن أعيد تجنيده من طرف إرهابيين التقاهما هناك. ويتعلق الأمر ب(ب.ب) و(ص.خ)، حيث وفّرا له طرق الاتصال مع بعض أمراء تنظيم القاعدة في معقله في تيزي وزو. وبمجرد خروجه من السجن دخل في اتصال مع كل من غربي علي المكنى ''عاشور أبو أسامة'' والإرهابي ''بوريحان كمال والمكنى ''أبو حفص''، هذا الأخير مسؤول الاتصالات لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ومن بين الاعترافات التي قدمها الموقوف لمصالح الأمن، أن الإرهابي المسجون(ب.ب) هو من مكنه من معاودة الاتصال بقيادة التنظيم انطلاقا من السجن، وكلفه التنظيم الإرهابي بإنشاء خلية إسناد للجماعات الإرهابية وتمكن من إمدادها بمبالغ كبيرة جدا بالعملة الصعبة وشراء سيارة وأغراض طلب منه توفيرها تحضيرا لتنفيذ عمليات في العاصمة. والجدير بالذكر أن الإرهابي (ب.ب) الذي كان سببا في إعادة تجنيد الموقوف المذكور انطلاقا من السجن، أودع الحبس سنة 2006 بتهمة الانتماء لمجموعة إرهابية والتخطيط لتنفيذ هجمات ضد مؤسسات حكومة وهيئات رسمية ومؤسسات اقتصادية مع عناصر الخلية التي كانت تنشط في العاصمة تحت لواء التنظيم الإرهابي ''حماة الدعوة السلفية'' بالتنسيق مع تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال قصد بعث النشاط الإرهابي من جديد. وبفضل المعلومات التي تحصّلت عليها مصالح الأمن من طرف الموقوفين، وأخرى سرّبها بعض قياديي التنظيم الذين يستعدون لتسليم أنفسهم، ممن يعتبرون الأذرع اليمنى لدرودكال، تم إجهاض مخططات إرهابية وسط العاصمة انطلاقا من القبة وباش جراح والمنظر الجميل في الحراش والسحاولة والحميز، وفي الدارالبيضاء. كما كانت تلك الضربات هي الأخرى مصدرا لمعلومات أخرى تحوزها مصالح الأمن.