قال عمرو بن بن الحارث أخُو جُورية زوجِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''ما ترك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند موته دينارًا ولا دِرهمًا، ولا عبدًا ولا أمَةً ولا شيئًا، إلاّ بغلته البيضاء الّتي كان يركبها وسلاحَه، وأرضًا جعلها لابن السّبيل صدقة'' رواه البخاري. هذه هي تَرِكَة سيِّد الخلق أجمعين، صلوات ربّي وسلامه عليه، وهو الّذي أبَى أن يكون مَلِكًا رسولاً، وفضَّل أن يكون عبدًا رسولاً، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جلس جبريل إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فنَظَرَ إلى السّماء، فإذا مَلَكٌ ينزل، فقال له جبريل: هذا المَلَكُ ما نَزَل مُنْذُ خُلِقَ قبل هذه السّاعة، فلمّا نزل قال: يا محمّد! أرسلنِي إليك رَبُّك. أمَلِكًا أجعلُك، أم عبدًا رسولاً؟ فقال له جبريل: تواضَع لربِّك يا محمّد! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا بل عبدًا رسولاً'' رواه ابن حِبّان.