الزّواج سُنّة من سنن الله الّتي فطر النّاس عليها، وهي نعمة عظيمة من نعمه. فبالزّواج تحصل السّكينة والاستقرار التام لكلا الطرفين، قال الله تعالى: {ومِن آياته أن خلق لكم من أنفُسِكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة} الروم: .32 وبالزّواج يحصل التكاثر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''تزوّجوا الولود الودود، فإنّي مكاثر بكم الأمم يوم القيامة'' رواه ابن حبّان وأحمد والطبراني وغيرهم وهو حديث صحيح، ويجب أن يتم العقد الشّرعي قبل الدخول، وأركانه هي: الولي، الشاهدان لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا نكاح إلاّ بولي وشاهدي عدل'' رواه الخمسة إلاّ النسائي، والمهر ويُسمّى أيضًا الصُّداق، وصيغة الإيجاب والقبول. ثمّ يعلن العرس بالوليمة حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعبد الرّحمة بن عوف لمّا تزوّج: ''أولم لو بشاة'' أخرجه البخاري، ويجب لمَن دُعي إلى وليمة العرس أن يُلبّي الدعوة إلاّ إذا كان في العرس منكرات ومعاص، كالاختلاط وكشف العورات فحينئذ يستطيع العبد المدعو أن يبارك لأهل العرس قبل أو بعد يوم الزفاف. كما يعلن الزواج بالضرب على الدف أيضًا لقوله صلّى الله عليه وسلّم ''فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت'' أخرجه النسائي والترمذي وابن ماجه والحاكم والبيهقي وأحمد وهو حديث حسن، وتكون التهنئة للعروسين بالدعاء لهما، وهي قوله ''بارَك الله لك وبارك لكما وجمع بينكما في الخير'' أخرجه أصحاب السنن إلاّ النسائي. وإذا دخل الزوج على زوجته أخذ بناصيتها -وهي مقدمة الرأس- وقال ''اللّهمّ إنّي أسألك من خيرها وخير ما جلبتها عليه، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما جلبتها عليه'' أخرجه أبو داود وابن ماجه، ثمّ إذا أراد الجِماع بها يقول ''بسم، اللّهمّ جنِّبنا الشّيطان وجَنِّب الشّيطان ما رزقتنا'' أخرجه البخاري ومسلم. ويحرم على الزّوجين أن يظهرَا أيّ أثر للقائهما كما يفعل بعض الجهلة حين يظهرون للنّاس ملابس ليلة الدخول، فمثل ما يفعل هذا كمثل شيطان لقي شيطانة في الطريق فتغشاها في مرأى من النّاس، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فليحذر الأزواج من مثل هذه التّصرّفات، الّتي لا تمت لا للإسلام ولا للتّحضّر بصلة، والله الموفق.