فيما يعدّ انقلاب علي منهجها أو ثورة علي معتقداتها، أعلنت 18 طريقة صوفية عن عزمها تأسيس حزب سياسي يضم مشايخ طرق الصوفية. قرار الطرق الصوفية يؤكد أن رحيل مبارك وسقوط نظامه سيفتح الباب أمام الجميع للمشاركة في الحياة السياسية. فربما قرار الطرق الصوفية لم يشكل مفاجأة، كإعلان الجماعة الإسلامية عزمها تأسيس حزب سياسي، ومن قبلها جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك حركة ''حفص''، الحركة السلفية من أجل الإصلاح.. فيما يرى المحللون أن تلك القرارات تشير إلى حالة من الانفتاح السياسي في مصر، وآمال في أن يكون مناخ الحرية مظلة للجميع خلال الفترة القادمة. وكانت 18 طريقة من الطرق الصوفية، ومنها العزمية والشبراوية والشرنوبية والإمبابية، قد أعلنت أمس الخميس عن عزمها تأسيس حزب سياسي ينسجم ومتطلبات المرحلة الحالية والمقبلة، من أجل تحقيق مبدأ المواطنة تحت اسم ''التسامح الاجتماعي''. كما طالب مشايخ الطرق الصوفية بتطهير المجلس الصوفي الأعلى من رموز الحزب الوطني التابع لنظام مبارك، حيث قالوا ''سننتظر لجنة الأحزاب الجديدة لنحدّد طبيعة الحزب الجديد. فإذا لم يسمح بأحزاب دينية، سيكون حزبا سياسيا يضم كافة الفئات تحت رعاية مشايخ الصوفية. أما إذا سمح بأحزاب دينية، فلابد أن يكون للصوفية حزب، ككيان سياسي يدافع عن الصوفية ويجمع مشايخ الطرق الصوفية، ليكون لهم توجيه وتفاعل سياسي واجتماعي. مؤكدين أنه لا يوجد ما يمنع من تأسيس حزب سياسي اجتماعي يجمع الصوفيين، البالغ عددهم رسميا 15 مليون صوفي''. دعت حركة ''حفص''، الحركة السلفية من أجل الإصلاح، شباب الحركة للمشاركة في الحياة السياسية، من خلال تأسيس الأحزاب والمشاركة فيها الجماعة الإسلامية أعلنت هي الأخرى عزمها كذلك الخروج إلى النوع وتفعيل المراجعات التي أعلنتها قبل 13 عاما، حيث أعلن الدكتور ناجح إبراهيم، الرجل الثاني في الجماعة، عن رغبة جماعته في تأسيس حزب سياسي ''ذي مرجعية إسلامية حضارية''. وقال إبراهيم إن الجماعة عانت كثيراً خلال فترة نظام مبارك، حتى أنه ''أعدم منها أكثر من مئة، وقتل 2000 خارج إطار القانون، واعتقل نحو 50 ألفاً، بعضهم قضى في السجن 20 عاماً. ورغم صدور أحكام قضائية بالإفراج عنهم، لكنها لم تنفذ''. ودعا ناجح إبراهيم ''النظام الجديد'' إلى الإفراج عن معتقلي الجماعة، مؤكدا على موقفهم الحالي ''تأييد الثورة التي هي ملك الشعب المصري كله، ويجب ألا يُحرم أحد من المشاركة في القرار السياسي وبناء الدولة الجديدة''. ودعا ناجح كلا من الإخوان المسلمين والحركة السلفية لفتح حوار حول مستقبل الحركات الإسلامية في مصر الجديدة بعد رحيل مبارك. وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أكدت في وقت سابق عزمها عن إطلاق حزب سياسي إذا ألغيت لجنة الأحزاب وأطلقت الحريات. وقال عصام العريان، المتحدث الإعلامي للجماعة: ''لا يوجد ما يمنع من أن يكون لأي تنظيم جناح سياسي يعبر عنه.. ومن المتوقع أن يكون للجماعة ذراع سياسي، على غرار النموذج الجزائري والأردني''. في حين أعلن مجموعة من شباب الإخوان عن تأسيس حزب النماء بعيدا عن تنظيم الجماعة. ومن جانبها، دعت حركة ''حفص''، الحركة السلفية من أجل الإصلاح، شباب الحركة للمشاركة في الحياة السياسية، من خلال تأسيس الأحزاب والمشاركة فيها. ونشرت الحركة العديد من الآراء الفقهية التي تجيز تأسيس الأحزاب السياسية والمشاركة فيها، دون الإخلال بالمبادئ الإسلامية. وحذر الدكتور عمرو الشوبكي، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، من تأسيس أحزاب سياسية ذات مرجعية دينية. وأرجع جملة دعاوى الحركات الإسلامية بتأسيس أحزاب سياسية إلى منهج القمع والإقصاء الذي كان ينتهجه نظام مبارك في التعامل مع الحركة الإسلامية بشكل عام، بداية من منعها من المشاركة السياسية والمشاركة في الانتخابات، مرورا باعتقال قيادتهم.