تمكنت مصالح الأمن، مؤخرا، من فك لغز سرقة سيارات ''أتوس'' في الجزائر الوسطى وضواحي بئر خادم، بعد الإيقاع بشبكة خطيرة رأسها المدبر كهربائي محترف في تركيب أجهزة التنبيه الإلكتروني للسيارات، يتمكن بسهولة من إبطال عملها وسرقة السيارة في بضع دقائق. لم تمنع أجهزة الإنذار حتى المتطورة منها ومن آخر طراز، المتهم الرئيسي في القضية، من سرقة السيارات المزودة بهذه الأجهزة، وخاصة منها سيارات ''أتوس'' التي يقوم بنفسه بتركيب نظام الإنذار فيها، إذ يتمكن في دقائق معدودة من فتح باب السيارة دون أن يثير الانتباه، حتى في وضح النهار. غير أن عملية السرقة الأخيرة التي تورط فيها أفراد العصابة بنواحي بئر خادم، كانت الخيط الذي أوقع بالعصابة، رغم نجاح أفرادها في سرقة سيارة من طراز ''أتوس'' كانت مركونة بموقف للسيارات بضواحي عين المالحة ببئر خادم. واهتدى محققو الفرقة الجنائية للمقاطعة الوسطى للشرطة القضائية، إلى الاستعانة بكاميرا مراقبة تعود إلى شركة خاصة، كانت مثبتة بالقرب من المكان الذي سرقت منه السيارة. وبالرجوع إلى صورها ليوم الوقائع، أظهر الفيديو شخصين ترجلا من سيارة ''كليو''، وفتح أحدهما سيارة ''الأتوس'' وغادر المكان على متنها، فيما ركب شريكه سيارة ''الكليو'' التي أظهرت صور الكاميرا بوضوح لوحة ترقيمها، التي تبين أنها تعود إلى وكالة لكراء السيارات، ليتم تحديد هوية المتهم الرئيسي، وهو المدعو ''س. ع. ر''، الذي ينحدر من الأربعاء غرب العاصمة. وبينت التحريات أن المتهم مسبوق في قضايا مماثلة، كما اعترف بالأفعال المنسوبة إليه، وكشف عن هوية شريكيه المتواجدين في حالة فرار، واللذين نسب إليهما مهمة تغيير الرقم التسلسلي للسيارات المسروقة، قبل أن يتم بيعها. وقد تم إيداع المتهم رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية بالحراش، بعد مثوله أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة حسين داي، في انتظار محاكمته والكشف عن تفاصيل أخرى في القضية، فيما لايزال البحث جاريا عن شريكيه.