حذّر الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي ''الأرندي'' أمس، من التلاعب بمشاعر الشباب واستغلال مآربهم في تحقيق مصالح خاصة، منتقدا في الوقت ذاته، على لسان قيادييه، محاولات التشويه التي تستهدف ''تسويد'' صورة أحمد أويحيى لدى الرأي العام. قال شهاب صديق للصحافيين عقب التجمع، المنظم بمناسبة ذكرى تأسيس الأرندي معلقا على إنشاء التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية: ''إننا نرحب بالتنسيقية كوافد جديد للساحة، ونتمنى لها مزيدا من الانسجام والنضج في كنف الاحترام التام لقوانين الجمهورية.'' وسألته ''الخبر'' عن موقف الأرندي من مطلب اعتماد أحزاب جديدة، فأجاب: ''لا نرى مانعا في ذلك، إذا ما رأى رئيس الجمهورية أنه سيعزز النهج الديمقراطي.'' وردا على دعوات المعارضة لإقالة أمين عام الأرندي من الحكومة بسبب عدم تمتعه بشعبية في أوساط الشعب الجزائري، قال شهاب: ''بالنسبة إلينا، سي أحمد هو الرجل الأمثل للاستمرار في مهامه. وهو مثال في النزاهة والتفاني في العمل والإخلاص للوطن، والمفروض أن يكون محل فخر، لأنه منتوج وطني حقيقي، وليس رهينة الصالونات السياسية أو معلق بأصابع أصحاب (الشكارة).'' وذهب شهاب إلى حد تصنيف مطالب إقالة أويحيى من الوزارة الأولى، في خانة ''الحق الذي يراد به الباطل يقف وراءه بارونات الاستيراد لأغراض سياسوية، يرون في استمراره في منصبه، خطرا على مصالحهم''، قبل أن يختتم قائلا: ''الجزائر بحاجة إلى صرامة وليس للشعبوية.'' وبشأن الفساد المستفحل في دواليب الإدارة والدولة، اعترف شهاب بأن ''مشكلة الجزائريين ليست في نوعية القرارات التي تتخذها الحكومة، وإنما في دواليب الإدارة التي تتقن الممارسات البيروقراطية''. مستدلا في ذلك بإجراءات تشغيل الشباب المعتمدة منذ سنوات وعدد السكنات المنجزة والتي''لا تذهب لأصحابها الحقيقيين'' على حد تعبيره. من جهته انتقد الناطق الرسمي للأرندي ميلود شرفي ما وصفه بمحاولات التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر. وقال شرفي في كلمة ألقاها، أمس، بدار الثقافة بعين تموشنت أمام مناضلي حزبه بمناسبة الذكرى ال14 لتأسيس الأرندي'' فيما يتعلق ببعض الدول الغربية المشتاقة للعهد الاستعماري، فإننا نقول لهم جميعا إياكم أن تخطئوا في حق الجزائر مرة أخرى، لأنها ببساطة قد أعطتكم الدروس الكافية في مراحل متعاقبة من التاريخ ''. كما انتقد من وصفهم ب''دعاة التفرقة'' داخل الجزائر، الذين قالوا إنهم ''كسروا حاجز الخوف في ساحة أول ماي، نذكرهم أن الجزائريين قد كسروه في أول نوفمبر .54 ويبدو أن الجماعة متأخرة أكثر من نصف قرن، فصح نومهم.'' وحذر شرفي في نفس الوقت من التلاعب بمشاعر الشباب واستغلال حماسهم وعفويتهم لتحقيق مآربهم الخاصة.