ينافس القذافي أشهر مصمّمي الأزياء في العالم، بتصاميم لباسه الغريب غرابة شخصيته. فتجده أحيانا بدويا، وأخرى ثوريا، ونادرا أنيقا ببذلة ناصعة البياض أو قبعة، ولكن الثابت فيها خريطة القارة السمراء. يفضل القذافي أو ملك ملوك إفريقيا، كما يحب أن يسمى، التميّز في كل خرجاته، سواء على التلفزيون أو في المحافل الدولية، حيث يظهر في كل مرة بلباس جديد وغريب، يستقطب انتباه من حوله، لدرجة الضحك عليه. فالحارس الشخصي للرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يتمالك نفسه من شدة الضحك على لباس القذافي في إحدى زياراته لواشنطن، وهو ما أثار غضب أوباما الذي وجّه لحارسه نظرات حادة لتنبيهه والكف عن الضحك. وإن كان الكثير من المعجبين بأفكار العقيد الليبي معمر القذافي يبدون شغفا كبيرا لما يتفوّه به من تصريحات وخطب نارية لا تخلو من السخرية من واقع هذا العالم الغريب بتناقضاته السياسية والاجتماعية، إلا أن هناك من يهتم بشيء آخر يميز الزعيم الليبي عن باقي زعماء العالم.. أزياؤه وتصاميمه. فملابس القائد معمر القذافي تعبّر تارة عن الوحدة الليبية، وتارة أخرى عن الوحدة الإفريقية، وأشهر لباس ارتداه كان في إحدى زياراته لإيطاليا، عندما علق صورة الشهيد الليبي عمر المختار على صدره. ويبدو أن تمسك العقيد الليبي بالقارة السمراء، وخريطة العالم، والزعماء الأفارقة جعله يخصص لها نصيبا دائما في لباسه. كما أن إعجابه بالرئيس الراحل المصري جمال عبد الناصر جعله يضع صورته على لباسه الذي يظهر به في المناسبات السياسية. أما في السنوات الأخيرة، فصار القذافي يفضل الألبسة التي لها علاقة بالفلكلور الليبي ذا الميزة الإفريقية، والألوان المثيرة، من الأخضر والبنفسجي والبرتقالي. وحظيت ملابس القذافي باهتمام كبير في وسائل الإعلام الدولية، خاصة منها المتخصصة في عروض الأزياء وتصاميمها، لدرجة أن أكبر الصحف في العالم تكاد تجزم أن القذافي هو الزعيم الوحيد الذي أبدع ''موضة'' تخصه لوحده، فتميز بها دون سواه.