دخلت الفتاوى في عمق الأحداث الدامية في ليبيا، وأجمع علماء المذاهب الإسلامية على الخروج عن طاعة العقيد معمر القذافي ونظامه. وعده بعضهم كافرا بسبب جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها ضد الشعب الليبي. وأهدر علماء بارزون دمه ودعوا جنود الجيش وحراسه الشخصيين إلى قتله. كان الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أول من أباح دمه، حيث أصدر، الأسبوع الماضي، فتوى يجيز فيها قتل الزعيم الليبي معمر القذافي بعد أن قرر إبادة شعبه. ودعا القرضاوي عناصر الجيش الليبي إلى ''عدم طاعة أوامر القذافي، من يستطع منكم قتل هذا الرجل فلا يتردّد لإنقاذ الليبيين''. كما أهدر الدكتور ناصر العمر، أحد أبرز علماء السعودية، دم العقيد القذافي، واعتبر أن ما ينفذه من جرائم في حق شعبه يستوجب عدم طاعته من قبل حراسه والمحيطين. وقال ''من استطاع أن يقتله فليبادر إلى ذلك''. وتوالت بعد ذلك فتاوى العلماء بشأن ليبيا والقذافي، كانت آخرها فتوى الشيخ الصادق الغرياني، أكبر علماء ليبيا، الذي أفتى بضرورة الخروج على العقيد معمر القذافي ونظامه. وأكّد في فتواه ''استنجاد القذافي بالآلاف من المرتزقة الأجانب لسفك الدماء وانتهاك الحرمات''، ودعا الجنود والقوات الأمنية الليبية إلى عدم طاعة وتنفيذ أوامر القذافي، وشجع على المشاركة في العصيان، كما أفتى الغرياني بحرمة أخذ ال500 دينار ليبي التي أمر القذافي بتوزيعها على أهل طرابلس،، ووصفها بأنها شراء للذمم. وكفّر العلامة صالح اللحيدان، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، القذافي، واعتبر أنه خرج عن ملة الإسلام. وذهب شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إلى أن ''النظام الليبي فقد كل شرعية، وهو الآن يصنف في حكم الغاصب المعتدي المتسلط على النّاس''، مشيرا إلى أنه ''لا يجوز لحاكم أن يريق دماء شعبه للحفاظ على سلطان زائل''. وقال الشيخ عائض القرني إن القذافي وأبناءه يسعون لإيجاد فتوى تجيز أفعالهم، وكشف أنه تلقى اتصالا من الساعدي القذافي، طلب منه إدانة المظاهرات والاحتجاجات، لكنه رد عليه قائلا: ''اتقوا الله في دماء الليبيين، وارفعوا السلاح والمظالم عن الشعب المسلم''. ووصف الشيخ عائض القرني معمر القذافي ب''الحاكم المعتوه المسكون بجنون العظمة''، معلنا دعمه وتأييده لما يقوم به الشعب الليبي، وطالب المسلمين بأن يمدوا لهم يد العون. وقال الشيخ الدكتور سلمان العودة إنه ''لم تعد هناك شرعية للنظام الليبي، وقد أجمع علماء المسلمين على عدم شرعية النظام الليبي، لأنه نظام غاصب''، مشيرا إلى فتاوى سابقة للشيخ ابن باز - رحمه الله - حول القذافي وأقوال الكفر التي أصدرها. لكن معمر القذافي حاول، في المقابل، استغلال فتاوى أخرى لقادة من التيار السلفي، أبرزها فتاوى سلفية الأردن قالوا فيها إن ما تشهده دول عربية من ثورات على الأنظمة فتنة من صنع أمريكي.