أكد السيد زواي ساعد ذو ال 45 سنة والعائد من ليبيا يوم 24 فيفري المنصرم أنه هرب من جحيم العيش هناك تاركا وراءه كل ما يملك، خاصة بعد إصابته أثناء المظاهرات التي شهدتها مدينة بنغازي التي كان يقيم بها، بجسم غريب رماه أحدهم على وجهه، فتسبب في فقدانه البصر على مستوى عينه اليسرى، مضيفا أنه لم يتلق أي علاج منذ وصوله الجزائر، بل بادر المشرفون على مركز الاستقبال ببئر خادم بطرده بعد يومين من الإقامة رغم انعدام أي ملجأ له بالجزائر العاصمة. قصد السيد زواي ساعد الجزائري العائد من ليبيا مقر جريدة ''الخبر'' رفقة فاعل خير عثر عليه بالمسجد الكبير بساحة الشهداء دون مأوى ولا مأكل، حيث كان دليله على السير بسبب عجزه عن النظر، وهو الذي كان ساخطا على السلطات؛ حيث أكد لنا، أنه بعد رجوعه من طرابلس يوم 24 فيفري المنصرم قضى أياما بمركز الاستقبال ببئر خادم ليطرد منه بعد أيام، وهو حاليا متواجد بالشارع منذ ليلة الأربعاء لولا رفق بعض أهل الخير الذين جادوا عليه بقليل من المأكل، ودفعوا له أجرة المبيت بأحد حمامات الجزائر العاصمة. وهو الذي كان صاحب ورشة ميكانيك للسيارات بمدينة طرابلس الليبية التي استقر بها منذ عشر سنوات تمكن خلالها وبعد العمل في شركات ليبية وصينية للتنقيب كميكانيكي، من جمع مال مكنه من فتح ورشة خاصة وظف فيها عمالا، فبات من الملاك مع امتلاكه لبيت وسيارتين، لكن انقلاب الوضع بليبيا جعله يفر راجعا إلى الجزائر طلبا للعلاج والأمان، لكن شيئا من ذلك لم يحصل، فلا هو تلقى علاجا لعينه التي لم يعد يبصر بها، ولا تمكن من إيجاد مأوى له بعد طرده من مركز الاستقبال لبئر خادم، خاصة أنه لم يعد له من يستقبله بمسقط رأسه بسكرة، مناشدا المقيمين على هذا البلد أو المحسنين مساعدته. وعن الوضع بليبيا أكد لنا شاهد العيان العائد من طرابلس أن هذه العاصمة فقدت كل مقومات الحياة بها، فلا طعام ولا شراب ولا محلات مفتوحة ولا مستشفيات تعمل، مشيرا أن السبب الرئيسي لعودته هو انعدام أماكن للعلاج هنالك. كما أضاف أنه حاول التواصل مع سفارة الجزائر بليبيا قبل عودته و''رغم تأكده من صحة رقم هاتفهم إلا أنهم كانوا في كل مرة يجيبونه أن الرقم خاطئ''. وعن وضع الجزائريين المقيمين بليبيا في هذه الأثناء، أشار أن المئات منهم متواجدون على مستوى المطار طلبا للرجوع، وأن ذات المطار يشهد فوضى عارمة و''المحظوظ هو من يفوز بمقعد في الطائرة العائدة من طرابلس إلى الجزائر''. مشيرا أنه كان وزوجته من بين المئات الذين تهافتوا على المطار طلبا للعودة. وقد شفعت له إصابته على مستوى عينه وعدم قدرته على السير لوحده أن يكون من بين ال 12 شخصا الذين أضيفوا إلى ركاب الطائرة المتوجهة نحو الجزائر. مشيرا أنه لم يتمكن من جلب حقيبة ملابسه بسبب الزحام الشديد بالمطار وتركها بمطار طرابلس الذي يتهافت عليه المئات من الجزائريين والمصريين وغيرهم طلبا للهروب مما وصفه بجحيم ليبيا.