العائدون من ليبيا يطالبون بقروض تمكنهم من الإندماج في المجتمع يطالب العائدون من ليبيا بمنحهم مساعدات وقروض ميسرة تمكنهم من خلق مشاريع مصغرة بقسنطينة بعد أن اضطروا إلى ترك ممتلكاتهم وأعمالهم التي طالها التخريب والنهب. الفارون من جحيم الحرب شرعوا، حسب السيد بوقنسوس حمودي ممثل الجالية الجزائرية في بنغازي، في إجراءات إنشاء جمعية تمثلهم وقد قدموا طلب مقابلة لوالي ولاية قسنطينة بهدف عرض معاناتهم، حيث أكد المتحدث أن هناك 25 عائلة عادت إلى قسنطينة بداية من 28 فيفري الماضي و أنهم شدوا الرحال من مدينة بنغازي يوم 26 فيفري بعد تلقي اتصال من القنصلية الجزائرية التي أطلعتهم أن باخرة ستقلهم إلى الجزائر وطالبتهم بالاتصال بكل الجزائريين المتواجدين بتلك المدينة، ليتم الانطلاق من تلك المدينة في ظروف وصفوها بالخطيرة جدا، ذلك أن الجزائريين وبعد انتشار إشاعة نقل مرتزقة بطائرات جزائرية تعرضوا لمضايقات تطورت بعد أيام إلى اعتداءات جسدية حدت من حركة الرعايا الجزائريين، حيث تعرضوا للشتم والإهانات ومنهم من لازموا منازلهم لأيام وكانوا يتلقون المؤونة والمساعدات من جيرانهم وأصدقائهم من الليبيين الذين قاموا بحمايتهم. وقد كانت ظروف الإقامة خلال الأسبوع الأول من الثورة ممكنة إلا أنها تأزمت بعد ذلك وفق ما صرح به السيد بوقنسوس، الذي قال بأن حالات نهب وتعد على الممتلكات مست محال تجارية ومقرات عمل وحتى منازل وبات من المجازفة البقاء في ليبيا رغم أنه نوه بما لعبه سكان ليبيون من دور في مساعدة الجزائريين على مغادرة بنغازي ماديا ومعنويا، وأضاف أنه وبعض الجزائريين اضطروا إلى جمع تبرعات لرفع الرهن عن جوازات سفر البعض منهم على اعتبار أن الجواز كان يستخدم في التعاملات التجارية مقابل دين او ثمن سلعة أو عقار، الباخرة وصلت طرابلس يوم 27 فيفري لكنها منعت من مغادرة الإقليم الليبي الأمر الذي استدعى تدخل مسؤولين دبلوماسيين لتحرير السفينة المحجوزة التي وصلت ميناء العاصمة يوم 28 فيفري. الفارون قالوا بأنهم تركوا كل شيء للنجاة بحياتهم و حياة أفراد عائلاتهم وأنهم لم يتمكنوا من بيع المنقولات ولا تحويل الأموال مما جعلهم يخسرون رؤوس أموالهم التي أكدوا أنه حتى وإن استتب الأمن لا يمكنهم استرجاعها لأن أغلب التعاملات بليبيا تتم عرفيا و دون وثائق، مشيرين بأنهم انشأوا مؤسسات مقاولة ومقاهي ومطاعم راقية تطلبت أموالا باهظة، وأكد عدد منهم أن الجزائريين لعبوا دورا كبيرا في ترقية التجارة في بنغازي ولديهم سمعة طيبة وعلاقتهم بسكان المدينة والليبيين عموما كانت جيدة إلا أن انقلب عليهم الناس و أصبحوا ينعتونهم بالمرتزقة نتيجة ظروف الحرب و ما رافقها من تشويه للجزائريين، لكن هذا لم يكن موقف كل الليبيين برأي العائدين لأن معظم سكان بنغازي يعتبرون ما حصل مجرد مناورات من فئة من المعارضين . المعنيون يؤكدون بأنهم يعيشون ظروفا صعبة منذ مجيئهم حيث يقيمون مع الأقارب لعدم توفر الأموال اللازمة لكراء سكنات أو خلق نشاطات لإعالة عائلاتهم ، و أكد المتحدث باسمهم أنهم يتركون للسلطات حرية اختيار نوع المساعدة وآليات الاندماج في المجتمع الجزائري، ويشير عدد من التجار الذين رافقوه أنهم لا يطلبون بأكثر من الحصول على صيغ مساعدة في شكل قروض أو مساعدات تمكنهم من تجاوز الأزمة واستحداث مؤسسات مصغرة أو فتح محلات لممارسة التجارة.