شنت وحدات من الجيش، مدعومة بمروحيات، عملية تمشيط واسعة للصحراء المشتركة بين أقاليم 3 ولايات في الجنوب. وشددت الشرطة والدرك من إجراءاتها الأمنية عبر نقاط تفتيش بولايات غرداية وأدرار والبيض، منذ 4 أيام. أفادت مصادر محلية أن وحدات عسكرية كبيرة العدد معززة بقوات من الدرك تبحث، منذ يوم الجمعة الماضي، عبر عدة مواقع صحراوية، عن قافلة مكونة من 4 سيارات دفع رباعي تسللت من أقصى الجنوب عند الحدود مع جمهورية مالي. وقالت نفس المصادر إن وحدات الجيش تمكنت، خلال ليلة الجمعة، من تدمير سيارة دفع رباعي، قتل فيها مسلحان يعتقد بأنهما ينتميان لجماعة عبد الحميد أبوزيد الإرهابية. وحصرت وحدات الجيش، التي كانت مرفقة بخبراء في تقفي الأثر، نشاطها في مسالك صحراوية اعتاد المهربون اختراقها للعبور من العرق الغربي الكبير إلى جبال العمور والقعدة أو العكس. وامتدت عملية التفتيش نحو الشرق إلى صحراء تقع بين دوائر زلفانة، الفرارة وتفرت، وهي مناطق غير بعيدة عن معقل الجماعات الإرهابية الرئيسي في جبل بوكيل وفي جبال مشونش بولاية بسكرة. وحسب مصادرنا، فإن التفتيش كان يهدف للبحث عن أية آثار جديدة لحركة سيارات من الشمال نحو الجنوب. وكشف شهود عيان بأن أعوان الشرطة والدرك في الحواجز الأمنية عبر ولايتي غرداية والأغواط ركزوا على تفتيش الحافلات والشاحنات والسيارات القادمة من الشمال المتجهة نحو الجنوب، والتحقق تحديدا من هوية كل من يعبر الطريقين الوطنيين رقم واحد ورقم 49، ما يعني أن الأمر يتعلق بالبحث عن أشخاص محددين. وكشفت مصادرنا بأن تحريات مصالح الأمن أكدت بأن إرهابيين قدموا من ولاية المدية ويحاولون التنقل إلى معاقل الجماعة السلفية في شمال مالي. وتشارك قوات الجيش في تفتيش بعض المنافذ الصحراوية الخاصة في ولاية البيض، لأنها شريان الحياة بالنسبة للمهربين، حيث تعد أحد المنافذ الإجبارية القليلة التي يضطر المتسللون في الصحراء لعبورها.