''دخول قوات خليجية إعلان حرب على الشعب ولا نضمن رد فعل المواطنين'' حذرت حركة الوفاق البحرينية، التي تقود الحركة الاحتجاجية في البحرين، من تحول البلاد إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين القوات الخليجية التي دخلت إلى البحرين لمساندة قوة دفاع البحرين والمتظاهرين الذين يطالبون بتغيير النظام وإعلان ملكية دستورية في البلاد. قال عبد الجليل خليل، نائب رئيس حركة الوفاق، كبرى القوى السياسية في البحرين، إن دخول قوات أجنبية إلى البحرين يعد انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية، وإعلان حرب من قبل السلطة البحرينية على الشعب، وردا أمنيا على مطالب سياسية رفعها الشعب البحريني منذ 14 فيفري الماضي. وأكد عبد الجليل أن ضربة أمنية عنيفة وجهتها قوات الجيش والأمن البحرينية، أمس، إلى المتظاهرين، عندما قامت باقتحام مناطق آمنة لم تكن بها أية اعتصامات، وهي مناطق سلمى آباد وعلي ونويدرات والمعامير وسترة، مشيرا إلى أن عملية الاقتحام خلفت مقتل شخصين وجرح 200 آخرين، 50 منهم في حالة خطيرة، يضافون إلى 10 قتلى منذ بداية الاحتجاجات. وردا على سؤال ل''الخبر'' حول ما إذا كانت القوات الخليجية، التي دخلت أول أمس إلى البحرين، قد شاركت في العملية، قال عبد الجليل خليل إنه لم يتم التأكد من ذلك، لأن القوة المهاجمة للمدنيين كانت ترتدي زي الشرطة البحرينية، لكنه لم يستبعد أن تكون هذه القوات قد شاركت في قمع المدنيين. وحذر خليل من تداعيات ذلك على السلم المدني، وشدد على أنه لا يضمن أن تبقى الأمور على هذا المستوى، وأنها قد تتجه إلى منزلقات خطيرة في حال اضطر المواطنون إلى الدفاع عن أنفسهم، قائلا: ''نحذر من أن تتحول المنامة إلى ساحة مواجهة مفتوحة بين البحرينيين والقوات الخليجية، كما أنه لا أحد يضمن كيف يكون الموقف عندما يتطاول شرطي غير بحريني على مواطن بحريني يتظاهر في بلاده طلبا لحقه الشرعي، ونحمّل السلطات البحرينية المسؤولية الكاملة عن أي تطور خطير للوضع في البلاد''. وقال نائب رئيس حركة الوفاق البحرينية، التي تحوز 64 بالمئة من مقاعد البرلمان البحريني، وأعلنت تعليق عضويتها فيه، إن المتظاهرين يصرون حتى الآن على سلمية حركتهم الاحتجاجية وعلى شرعية مطالبهم السياسية والمدنية، فمنذ 14 فيفري الماضي لم يشعل المتظاهرون إطار عجلة واحدة، ولم يحطموا أو يخربوا منشأة واحدة، لكن السلطة تصر في المقابل على اللجوء إلى حلول أمنية بدلا من إقرار حلول سياسية لأزمة سياسية تعيشها البحرين، موضحا أن لجوء السلطة البحرينية إلى استدعاء قوات خليجية دليل على افتقادها لشرعية، وعجزها عن التعاطي السياسي مع مطالب سياسية. وأكد النشاط السياسي البحريني أن مسيرة ضخمة شارك فيها 30 ألف بحريني خرجت، أمس، من دوار اللؤلؤة إلى مقر السفارة السعودية، للتنديد واستنكار قدوم قوات سعودية وخليجية إلى البحرين، كما تم تسليم رسالة إلى مكتب الأممالمتحدة في البحرين، موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، للمطالبة بحماية الشعب البحريني، كما وجهنا نداء إلى شعوب منطقة الخليج والهيئات الإقليمية للعمل على مساندة الشعب البحريني.