تطرقت ''الخبر'' في عدد 8 مارس 2011، إلى موضوع يكتسي أهمية بالغة، وهو ''إشكالية الثقافة في الجزائر''، ومع احترامي الكبير لكل المتدخلين في هذا الموضوع، ولكن يؤسفني أن أقول إن المشهد الثقافي في الجزائر يشير، كما يبدو، إلى انكفاءة واضحة، والسبب في ذلك في اعتقادي أن المثقف الجزائري يولي ظهره للسياسة، فلو كان رئيس البلدية مثقفا والوالي مثقفا، لما وصلنا إلى ما نحن عليه من تخلف. لم نصنع نصرا ولا مجتمعا مستنيرا منذ زمن، وأكثر من هذا إذا استمر الوضع على حاله ستظل الأمة ضعيفة هزيلة، تابعة لا متبوعة، لأنها بكل بساطة لم تعتمد في تسيير شؤونها على اليد الناعمة الجزائرية التي برهنت على قدرتها خارج الوطن. لذلك نحن أمام حالة تتطلب من كل القوى الثقافية إن وجدت، أن تبحث عن طريقة أو أدوات جديدة، للمطالبة بتحريك الحياة الثقافية الجزائرية، حتى لا نتركها تتناسل يوما بعد يوم ولا تجد من يحتضنها. وسبب هذا التخافت والتلاشي يعود في اعتقادي، كما قلت، إلى ابتعاد المثقف عن السياسة، لذلك فهو ترك المجال لشبه المثقفين، كما تقول ''نوال السعداوي'': ''مشكلة النخبة ومأساتها أن ليس لديها ظهر يحميها، فبعض أفرادها موهوب إلى حد كبير، لكن هناك آخرين لا موهبة لديهم ركبوا الموجة وملأوا السلطات وملأوا الخارج وكبرت أسماؤهم، فكيف تريد من هؤلاء أن يغيروا مجتمعاتهم؟''. فكم من إصلاح تبنته السلطة في السنوات الأخيرة، أما فيما يتعلق بالإصلاح الثقافي فلا حياة لمن تنادي ومتى نتعلم؟ كم من الدروس يلزمنا لكي نفهم أن الجزائر لا يمكنها أن تنهض دون اليد الناعمة.