توصلت تحريات الدرك الوطني، حول الرعية النيجيري الموقوف بتهمة نقل المادة الأولية المستعلمة في تصنيع مخدر الهيرويين، إلى أن المتهم كان يقوم بتحويل عصارة ثمرة شجرة الخشخاش أو ''العفيون'' إلى هيرويين نقي تزيد قيمته عن 5 آلاف دينار للغرام الواحد. تخصص رعية نيجيري أوقفته وحدة خاصة من الدرك الوطني شمال غرداية مع 4 آخرين، في إعداد مسحوق الهيرويين، باستغلال مادة شبه صمغية مهربة من أفغانستان في سابقة فريدة من نوعها في الجزائر. وحقق المتهمون الأربعة أرباحا خيالية من عمل الرعية النيجيري، في تحويل عصارة ثمرة الخشخاش إلى هيرويين قبل بيعها بثمن يتراوح بين 350 و500 مليون سنتيم للكيلوغرام الواحد في المدن الساحلية للجزائر. وتمكّن الدرك الوطني من الإيقاع بالنيجري ويدعى ''روجيه يومبا أوليفي'' الذي يقضي حاليا عقوبة المؤبد دون أمل في تخفيف الحكم بسبب طبيعة الجريمة، حيث يستثنى الموقوفون في قضايا الإتجار بالمخدرات من العفو طبقا للقانون. وأيدت المحكمة العليا حكم محكمة جنايات غرداية بالبراءة في حق أحد المتهمين الخمسة، الذين توبعوا بتهريب الأفيون المعالج أو المادة الأولية التي يستخلص منها مخدر الهيرويين، فيما حكمت بالمؤبد على الرعية النيجيري مع 3 جزائريين بعد إدانتهم بجناية الانتماء لجماعة إجرامية منظمة. وتشير التحريات إلى أن المتهم الرئيسي في القضية كان يستغل معدات مخبر مع فرن كهربائي في تحويل عصارة ثمرة الأفيون. وقد حافظ المتهم على سرية طريقة التحضير، حيث لم يكشفها حتى لزملائه. وتمكن الدرك الوطني من استرجاع 8,3 كلغ تقريبا من مادة مخدرة لدى الرعية النيجيري مع 3 جزائريين. وتبيّن فيما بعد أن الأمر يتعلق بعصارة نقية لبذرة العفيون في شكل معجون يستعمل لتحضير مخدر الهيرويين. وأثبتت التحريات بأن المادة المخدرة جلبت عبر إحدى ولايات الشرق الجزائري من دولة أفغانستان، كما ضبط أعوان الدرك مع الرعية النيجيري وزملائه 29 جواز سفر مزيف في بريان، بعد أن نصبت فرقة الدرك الوطني المحلية كمينا لسيارة مشبوهة أفضى إلى اعتقال 3 أشخاص من بينهم الرعية نيجيري. ولدى استجواب المشتبه فيهم الثلاثة، اعترف هؤلاء بأن لهم شريكين اعتقلا بعد ساعات فقط. واتهمت النيابة العامة بمجلس قضاء غرداية، المتهمين الخمسة بتهم تكوين جمعية أشرار وحيازة مادة مخدرة بطريقة غير مشروعة من قبل جماعة إجرامية وجنحة التزوير واستعماله وتسهيل دخول وإقامة أجانب بطريقة غير مشروعة.