اعترف الروائي لحبيب السايح، أول أمس، بممارسة الرقابة الذاتية على نصوصه الأدبية، مبرّرا ذلك بحرصه على تجنيب الناشر أية مشاكل قد يواجهها بسبب مضامين أعماله. قال لحبيب السايح إنه يواصل في عمله الروائيّ الجديد، مشروعا بدأه برواية ''تلك المحبّة''، وهو المشروع الذي قال إنه ينحاز إلى اللغة، من خلال البحث عن استعارات وانزياحات جديدة. مضيفا أنه يشتغل أكثر على الجانب اللغوي، ويعود إلى القاموس الجزائري، ''ما يمنح نصّي الخصوصيّة، في الوقت الذي قد يتقاطع مضمونه مع نصوص سابقة''، وذلك خلال تقديمه روايته الجديدة، ''زهوة''، بالمقهى الأدبيّ بمقرّ اتحاد الكتاب الجزائريين. وربط المتحدث اختياره لعنوان ''زهوة'' الذي قال إنه يبدو مناقضا للراهن الوطني والعربيّ، برغبته في إضفاء مسحة من الجمال على الواقع. وأشار السايح إلى أن المرتكز التاريخي يمثّل أحد الارتكازات الأساسية في الرواية، من خلال مقاربة جوانب من تاريخ الجزائر، مضيفا أن النص يتضمّن إشارات إلى التاريخ المنسيّ، ويحاول إلقاء الضوء على بعض الأسئلة التي بقيت دون أجوبة. وعن مدى قدرة النصّ السردي على مواكبة الحراك الاجتماعي والسياسي الذي تشهده المنطقة العربية، قال السايح إنه يرفض الاستعجال في الكتابة، مشيرا إلى أن ''زهوة'' تطلّبت ثلاث سنوات لكتابتها. وعلّق على شروع بعض الأدباء في تونس ومصر في الكتابة عن ثورتي البلدين، بأن ذلك قد يمسّ بأدبيّة نصوصهم، ناصحا هؤلاء ب''ترك مسافة بينهم وبين الحدث''.