يطيل السجود رحمة بالصبي: عن شداد بن الهاد قال: ''خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حَسَنًا أو حُسينًا، فتقدّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فوضعه ثمّ كبَّر للصلاة، فصلَّى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها. قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلمّا قضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يُوحى إليك. قال: ''كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي؛ فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ'' رواه النسائي وأحمد والحاكم. ويرحم زوجه عائشة رضي الله عنها: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه على النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ رضي الله عنها (ابنته) عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: أَلاَ أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّه صلّى الله عليه وسلّم! فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم يَحْجِزُهُ وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: ''كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ؟'' قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا، فَقَالَ لَهُمَا: ''أَدْخِلاَنِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا''. فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: ''قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا'' رواه أبو داود وأحمد والنسائي.