قدم الدكتور مولود عويمر، أستاذ التعليم العالي بجامعة الجزائر 2، في دراسة بعنوان ''مسألة التاريخ عند عبدالحميد بن باديس''، تصور مؤسس جمعية العلماء المسلمين لمسألة التاريخ ومدى أهميته في بناء مشروع إصلاحي، في ظروف تتحكم فيها دولة مستعمرة. واستند الشيخ ابن باديس، حسب الدكتور عويمر، لانتصار ألمانيا على فرنسا سنة 1870، وكيف بدأت فرنسا في تفعيل حركة الكتابة التاريخية لبناء هوية غالبة. وجاء في دراسة الدكتور عويمر، وهو عضو المكتب الإداري لجمعية العلماء الجزائريين، أن ''هذا المفهوم للتاريخ المعبر عن الشعور الوطني، والمحرك للتحرر والمؤسس لمشروع النهضة هو الذي حدد أسلوب تعامل ابن باديس مع التاريخ والكتابة التاريخية، فاستقدم الماضي لفهم الحاضر وبناء المستقبل. فهو ينطلق من فكرة المؤرخ بيساه شينار وهي أن ''أي مجتمع يعيش حركة تحريرية، أو تغيرا في نظام حكمه أو تغيرات اجتماعية، لابد أن يصاحب هذا أو يسبقه أو يتبعه إعادة نظر في تاريخ هذا المجتمع''. وعاد الدكتور عويمر لمقال نشره ابن باديس في العام 1937، بيّن فيه فلسفة دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وحدّد أصولها ومنابعها الأساسية. وكتب عويمر: ''يهمنا هنا بالدرجة الأولى أصولها التاريخية. ففي البند الخامس، أكد على التزام الجمعية ب''سلوك السلف الصالح الصحابة والتابعون وأتباع التابعين وتطبيق صحيح لهدي الإسلام''. وركز في البند السادس على فهوم أئمة السلف الصالح أصدق الفهوم لحقائق الإسلام ونصوص الكتاب والسنة''. وقد أصدر ابن باديس، وفق ما جاء في دراسة الدكتور عويمر، بيانا بمناسبة الاحتفال بذكرى احتلال قسنطينة، بيّن فيه أن الأمة الجزائرية بقيت حية رغم مرور قرن من الاستدمار. ويرى ابن باديس أن المعركة بين المستعمِر والمستعمَر تلعب في ملعب التاريخ. فقد حارب الاستعمار الفرنسي كل ما يذكّر الجزائريين بانتمائهم العربي الإسلامي.