نقلت وكالة الأنباء الرسمية ''سبأ'' عن الأمين العام المساعد للمؤتمر الحاكم أحمد عبيد بن دغر لدى عودته أمس إلى العاصمة صنعاء، قوله ''إن المناقشات التي أجراها وفد المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني مع وزراء خارجية دول الخليج كانت إيجابية وبناءة''. أكد بن دغر ''أن المناقشات تركزت حول المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية في مبادئها العامة أو في خطواتها، مشيرا إلى أن الجميع بحث في السبل والوسائل التي تحقق الاستقرار لليمن وفي نفس الوقت تسمح بالبحث في سبل ووسائل انتقال السلطة سلميا''. ويشار إلى أن المحادثات لم تسفر عن أي نتيجة ملموسة تشكل مخرجا للأزمة في اليمن. وكانت العاصمة الإماراتية أبو ظبي قد شهدت أمس الأول الثلاثاء اجتماعاً بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ووفد حكومي يمني من المؤتمر الشعبي الحاكم وحلفائه من أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي برئاسة الدكتور عبد الكريم الأرياني المستشار السياسي للرئيس صالح، ولاستكمال المباحثات المتعلقة بالمبادرة الخليجية التي طرحتها دول الخليج لحل الأزمة اليمنية، وذلك عقب لقاء كان قد عقد في الرياض مع وفد المعارضة اليمنية. وعلى نفس المنحى فشل مجلس الأمن الدولي، أول أمس في تبني موقف دبلوماسي موحد إزاء اليمن، الذي يشهد احتجاجات شعبية مناهضة للرئيس، علي عبد الله صالح، مكتفياً بإصدار بيان دعا فيه إلى ضبط النفس، بعد أول جلسة للمجلس التابع للأمم المتحدة حول الأزمة اليمنية. وقالت مصادر إن ألمانيا ولبنان، العضوين غير دائمي العضوية في مجلس الأمن، قدما إعلاناً عرقلته أقلية من أعضاء المجلس. وقال دبلوماسي بالأمم المتحدة إن اعتراضات روسيا والصين، بجانب طلب بعض الدبلوماسيين إجراء مشاورات مع عواصم بلادهم، حالت دون اتخاذ موقف موحد أثناء الجلسة المغلقة. والاجتماع هو الأول الذي يعقده مجلس الأمن لمناقشة الوضع في اليمن، حيث دخلت الاحتجاجات المناهضة للحكومة شهرها الثالث. وعلى الصعيد الميداني عاش المعتصمون بساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء ليلة حزينة جراء مقتل خمسة من المحتجين وإصابة الآلاف خلال تظاهرة مطالبة برحيل الرئيس صالح، فيما فشل مجلس الأمن في صياغة بيان حول اليمن خلال جلسة له أول أمس. بينما أكد الوفد الحكومي الذي شارك في اجتماع أبوظبي بأن المحادثات كانت ناجحة. وأكد الناطق الرسمي باسم المستشفى الميداني عبد الوهاب الانسى ل''الخبر'' بأن خمسة من المحتجين استشهدوا بينهم طفل، وجرح أكثر من 2060 شخص من بينهم ''1822 مصابين بالغازات، و33 بالرصاص الحي، و202 إصابات بالرصاص المطاطي والحجارة، و10 إصابات بالغاز''. وناشد المنظمات الدولية والمحلية وفاعلي الخير تقديم المساعدات المعنوية والمالية لكي يستطيع المستشفى الميداني توفير كافة الاحتياجات للمصابين في تظاهرات أمس الأول الثلاثاء. وتشهد المدن اليمنية تظاهرات مصاحبة لعصيان مدني مطالبة برحيل الرئيس صالح ونظامه، حيث شهدت محافظتا إب وتعز إضراباً شاملاً شل الحركة التجارية مع استمرار المظاهرات الحاشدة المطالبة بإسقاط النظام. كما شلت الحركة التجارية مدينة عدن جنوب اليمن استجابة للعصيان المدني الذي دعا إليه شباب الثورة المطالبين بإسقاط نظام صالح، وقالت مصادر محلية إن أحد أفراد قوات الأمن المركزي قتل، وأصيب آخرون في إطلاق نار من قبل مجهولين بمحافظة عدن.