تصاعدت أعمال العنف المفرط المستخدم من القوات الأمنية اليمنية ضد المتظاهرين في مدينة تعز، أمس الجمعة إثر تشيع جنازة لضحايا مجزرة الأحد الماضي، حيث قتل شاب وأصيب المئات من المحتجين باختناقات الغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي. وقال أحد شباب حركة 11 فبراير، صلاح الدكاك، إن القوات الأمنية هاجمت الشباب المتظاهرين بعد مرور ساعة من صلاة الجمعة، مستخدمة الرصاص الحي والمطاطي والقنابل المسيلة للدموع تسببت في حدوث قتلى وآلاف الجرحى من المحتجين، منهم أطفال ونساء، الذين كانوا يرددون هتافات تطالب برحيل الرئيس صالح. وأضاف الدكاك ل''الخبر'' أن قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي أطلقت الرصاص والقنابل بشكل مكثف وعشوائي صوب المتظاهرين المناهضين للنظام، ومنعهم من نصب خيام في أحد الشوارع القريبة من ساحة الحرية التي توافد إليها عشرات الآلاف لأداء صلاة الجمعة. وأكد مدير المستشفى الميداني الطبيب صادق الشجاع ل''الخبر'' أن شابا قتل برصاص القوات الأمنية، وأصيب المئات من المحتجين، معظمهم حصلت لهم اختناقات بالقنابل الغازية وعشرات بالرصاص الحي، منها ثلاث حالات خطرة جدا، وقال إن القتيل الشاب يدعى عرفات محمد يبلغ 19 عاما. وفي معظم المدن، احتشد ملايين المتظاهرين للمشاركة فيما أطلقت عليه المعارضة بجمعة الثبات لأداء صلاة الجمعة، وهو ما عاشته العاصمة صنعاء أين توافد عشرات اللآف إلى ساحة التغيير لأداء صلاة الجمعة. وأشاد وزير الأوقاف المستقيل المنضم للثورة، القاضي حمود الهتار، في خطبته بثبات المتظاهرين وحيا عزيمتهم، داعيا إياهم إلى المحافظة على سلمية ثورتهم والصبر حتى تحقق الثورة أهدافها، وطالب أفراد القوات المسلحة ب''أن يتقوا الله في أنفسهم وأن لا يسفكوا دم حرام''. وفي جمعة الوفاق التي نظمها الموالون للنظام، أعلن الرئيس صالح رفضه المبادرة الخليجية، مهاجما دولة قطر إثر تصريحات وزير الخارجية القطري الذي تمنى أن يتنحى صالح لإنجاح الوساطة الخليجية، وقال صالح في خطاب مقتضب أمام عشرات الآلاف من مؤيديه ''نرفض أي تدخل في شؤون اليمن من دول تسعى لإنهاء الأزمة السياسية القائمة منذ أسابيع، ونستمد قوتنا من قوتكم ونستمد ثقتنا من ثقتكم.. لا نستمد شرعيتنا من أي طرف آخر لا من قطر ولا من غير قطر، فهي مرفوضة، وهذا تدخل سافر في الشأن اليمني، فمرفوض ما تأتي به المبادرة القطرية وما تأتي به قناة الجزيرة''. ودعا صالح دول الخليج والدول الغربية إلى ما أسماه ''احترام مشاعر الشعب اليمني''، وقال ''نحن نملك إرادتنا بأنفسنا، ووجدنا أحرارا لا نستمد قوتنا إلا من شعبنا العظيم. وعليهم أن يحترموا مشاعر الشعب اليمني، سواء كانوا أشقاء أو أصدقاء، نحن نستمد قوتنا من الشرعية الدستورية، ونرفض تماماً الانقلاب على الديمقراطية والحرية والنهج السياسي الذي انتهجته اليمن عندما أعلنت في 22 مايو أنها يمن ديمقراطي موحد''.