حشد النظام اليمني مئات الآلاف من مواليه لأداء صلاة الجمعة التي أطلق عليها ''جمعة التسامح'' في ميدان السبعين القريب من مقر الرئاسة، ردا على جمعة الرحيل التي أقامها مناهضو النظام في العاصمة صنعاء المطالبين برحيل الرئيس صالح. أدى مئات الآلاف من المحتجين صلاة الجمعة بساحات التغيير في أجواء ترقب واستعداد من حدوث هجمات عليهم من قبل القوات الأمنية وموالين للحاكم، حيث حسم الشباب الثوار خلافاتهم مساء أول أمس الخميس على أن تكون هذه الجمعة ب''جمعة الرحيل''، حقنا للدماء وتخوفا من مجزرة جديدة في حق المعتصمين، كما قاموا بتوزيع منشورات في عموم العاصمة صنعاء تدعو إلى تأجيل الزحف كما كان مخططا له نحو مقر الرئاسة. واكتظت ساحة التغيير بالمصلين وسط أجواء من الحذر، حيث تم تجهيز سيارات الإسعاف تحسبا لحدوث هجمات من القوات الأمنية وموالين للحكومة اليمنية، التي حشدت أعدادا كبيرة من كافة المدن اليمنية لأداء صلاة الجمعة في ميدان السبعين القريب من مقر الرئاسة. وفي خطبة الجمعة للشيخ عبد الرقيب عباد خاطب المصلين ''أثبتوا في ساحة التغيير حتى يسقط النظام''، مترحما على الشهداء ومطالبا بمحاسبة قتلة شهداء جمعة الكرامة، وأضاف ''نتعهد لله أن لا نترك حق الشهداء والمصابين''، مشيرا إلى أن الرئيس صالح اليوم يعيش في عزلة بعد تساقط رموز حكمه، متحدثا عن قانون حالة الطوارئ الذي قال إن البرلمان غير الشرعي صوت علية. وحيا المنضمين لساحات التغيير ولثورة الشباب، معتبرا أن الدعاء سلاحهم لإسقاط صالح ''اللهم اجعل هذه الجمعة جمعة الرحيل يا رب العالمين''. ورفع المصلون إثر صلاتي الجمعة والعصر البطاقات الحمراء كتب عليها كلمة ''ارحل''، كما رددت شعارات مطالبة برحيل الرئيس صالح ورفعت الأعلام اليمنية وعلم دولة فلسطين منددين بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. كما أعلن المعتصمون العصيان المدني من اليوم السبت وذلك بتعطيل العمل بكافة المؤسسات الحكومية، وإغلاق المدارس والجامعات، داعين المحتجين لتنفيذ العصيان المدني بعدم التوجه من اليوم إلى العمل. ومن جهته جدد الرئيس صالح رفضه التنحّي أو تسليم السلطة إلا لأيادٍ أمينة وليس لأيادٍ تريد الفوضى والتخريب، وقال ''لا يمكن أن تصل السلطة إلى قلة قليلة من المعارضة بل هي محرمة عليهم''. وقال في كلمة وجّهها لعشرات الآلاف من أنصاره في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، ''نرفض التخريب أو الفوضى أو نهب الممتلكات''، واصفا من يريدون إزاحته عن الحكم بأنهم يريدون القفز إلى السلطة على حساب الثورة. وأضاف ''هذه الجماهير حضرت في هذا اليوم العظيم في جمعة السلام والأمن والاستقرار بدون توجيه حزب أو محافظ، المعارضون يريدون أن يصلوا إلى كرسي السلطة على جماجم الشهداء ودماء الأطفال، وهذه الجموع هي للرد عليهم وهذه الجموع هي استفتاء على الشرعية والوحدة''. وتابع يقول ''نحن على استعداد للرحيل من السلطة لكن أن تصل السلطة إلى أيادي أمينة وليس عن طريق الاعتصام والمظاهرات، وسنعمل بكل قوة، وسنتحدى كل الذين يتحدونا اليوم، وسنعمل ضدهم بكل قوة، معتبرا شباب الثورة بالمتآمرين والحاقدين على كل شيء من أجل الوصول إلى السلطة على الجماجم''. يشار إلى أن الاعتصام والاحتجاجات مستمرة في معظم المدن اليمنية المطالبة برحيل الرئيس صالح.