منظمة المجاهدين تطالب برفع العراقيل عن مقترح قانون تجريم الاستعمار عبرت المنظمة الوطنية للمجاهدين عن استياء بالغ من ''تدخل سافر ومذموم في شأن داخلي''، بعد التصريحات التي أطلقها وزير خارجية فرنسا حول الإصلاحات التي تعهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بإحداثها. وقالت إن الظروف ''أصبحت مهيأة لاستكمال مبادرة تجريم الاستعمار'' التي توقف مسارها بإرادة سياسية. قالت الأمانة الوطنية لمنظمة المجاهدين في ''تصريح صحفي''، بعثته ل''الخبر'' أمس، إن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي ''وضع نفسه في موقع من يحق له فرض إملاءاته على الآخرين''. ويعود سبب غضب المنظمة إلى محتوى جواب على سؤال طرحه صحفي فرنسي على جوبي الثلاثاء الماضي، يتعلق بالإصلاحات الدستورية التي تعهد بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في خطاب 15 أفريل الحالي. إذ قال جوبي ''عندما نقول بأنها بداية جيدة، هذا يعني أنه يجب أن تكون تكملة''. وقد تم طرح السؤال بناء على رد فعل جوبي غداة الخطاب، إذ قال حينها ''إنه -الإعلان عن الإصلاحات بالجزائر- في الاتجاه الصحيح''. وجاء في التصريح الصحفي للمنظمة الموقع من الأمين العام السعيد عبادو، أن الوزير ألان جوبي ''تحرر مرة أخرى، وكسابقه كوشنير، من أبسط قواعد ممارسة الدبلوماسية المعتمدة في إطار العلاقات بين الدول، ليضع نفسه في موقع يحق له فرض إملاءاته على الآخرين، وهو تصرف ينم عن رواسب فكر استعماري فرنسي يؤكد بأن الكثير من مسؤولي هذه الدول لم يتحرروا بعد من أوهام الوصاية على بلد افتك بفضل تضحيات أبنائه سيادته الكاملة بعدما ألحق الهزيمة التامة بذلك المشروع الاستعماري الذي عفا عنه الزمن''. وقد ربط جوبي، عندما علق على خطاب بوتفليقة، الإصلاحات الموعودة بحركة التغيير الجارية بالمنطقة العربية، مشيرا إلى أن الجزائر ''معنية بالتطلعات الشعبية إلى الحرية والديمقراطية المعبر عنها في كامل المغرب العربي حتى الخليج الفارسي''. وقال عبادو في التصريح المكتوب إن ''أبناء وأحفاد غلاة المستعمرين لم يتصوروا أبدا زوال هيمنتهم المقيتة، وإلا فماذا يعني قول وزير الخارجية: يجب أن تكون هناك تكملة. ألا تفسّر هذه العبارة على أنها تدخل سافر ومذموم في شأن لا يعني بلده لا من قريب ولا من بعيد؟''. وذكر وزير المجاهدين السابق أن ما خاض فيه وزير دفاع فرنسا السابق ''شأن داخلي جزائري لا يقبل إزاءه أي تأويل أو اجتهاد من أي طرف خارجي كان''. وانتقد عبادو، ضمنيا، سكوت السلطات الجزائرية على تصريحات جوبي، عندما قال ''..على ما يفرضه ذلك من إدانة هذا التدخل الفرنسي المغرض، الذي نراه يتكرر في كل مناسبة تقبل فيها البلاد على اتخاذ خطوات مسؤولة، تكرّس استحقاقات وطنية تهم ماضي وحاضر ومستقبل البلاد''. وتأخذ ردود فعل منظمة المجاهدين في موضوع فرنسا بالتحديد، في الظاهر، شكل مواقف تعبّر عن رأي السلطات بطريقة غير مباشرة، عندما تفضّل الأخيرة أن لا تبرز في العلن. وأدان التصريح المكتوب ما أسماه ''شطحات رئيس الدبلوماسية الفرنسية''، وأوضح بأن المنظمة ''تؤكد تصميم الشعب الجزائري على تمسكه بمطالبه المشروعة المرتبطة بما ترتب عن حقبة الاحتلال الفرنسي، وتؤكد أن الظروف قد أصبحت مهيأة الآن لاستكمال المبادرة المتعلقة بإقرار مشروع تجريم الاستعمار الفرنسي''، يقصد مقترح قانون بلوره نواب المجلس الشعبي الوطني مطلع 2010، وتوقف مساره بإرادة سياسية لأسباب غير معروفة.