أحالت رئيسة هيئة المحكمة على مستوى القطب الجزائي المتخصص لوهران، النطق بالحكم في قضية مشروع صهاريج الآزوت، التي أنجزتها الشركة المختلطة ''سفير'' لفائدة سوناطراك، إلى جلسة يوم الأربعاء 4 ماي القادم. وتحولت محاكمة إطارات شركة سوناطراك والمدير العام لشركة ''سفير''، أول أمس أمام القطب الجزائي المتخصص لوهران، إلى ''حملة ملاحقة الإطارات''، وكشف ''عيوب'' قانون مكافحة الفساد، خاصة مادتيه 26 و29، اللتين اتفق مجموع المحامين، منهم محامي الطرف المدني ''سوناطراك'' أنهما ''حطمتا ما تبقى من حب العمل لصالح الوطن لدى الإطارات الجزائرية''. القضية المحالة أمام المحكمة تتعلق بمشروع سجلته مجموعة سوناطراك سنة 2006 في برنامجها، بعد أن لاحظت أنها تلجأ كل صيف، حين توقف مركباتها للصيانة، إلى استيراد الآزوت من تونس وفرنسا بسعر 70 د.ج للتر الواحد، وهو الذي كانت شركة ''كوجيز'' التابعة لسوناطراك تبيعه بسعر 4,6 د.ج للتر الواحد. في حين أن مركبات الغاز التابعة لهذه الشركة ترمي الآزوت في الهواء. وكانت سوناطراك قد حددت حاجتها في تلك السنة إلى مليون ونصف مليون لتر من الآزوت لأشغال الصيانة. ولقد اضطرت سوناطراك السنة الماضية 2010 إلى استيراد كميات ضخمة من تونس بسعر 80 د.ج للتر الواحد، وسددت بطبيعة الحال بالعملة الصعبة لصيانة مركباتها. وبالعودة إلى القضية، فتحت الضبطية القضائية لمديرية الاستعلامات والأمن للناحية العسكرية الثانية، في أكتوبر 2010 تحقيقا في مشروع إنجاز 10 صهاريج لتخزين الآزوت بالمنطقة الصناعية لأرزيو، وهو المشروع الذي قامت شركة ''كوجيز'' التابعة لسوناطراك بإنجاز دراسته الأولية على أساس أن يقام في تراب ولاية ورفلة، إلا أن المديرية العامة لمجموعة سوناطراك قررت نقله إلى أرزيو بحكم حاجة مركبات الشمال إلى الآزوت مع إقامة مركز آخر للتخزين بأربعة صهاريج في ورفلة، وتم تكليف الشركة المختلطة الجزائرية الفرنسية ''سفير'' بإعداد دراسة المركزين -أرزيو وورفلة- سنة 2006 في إطار عقد بالتراضي البسيط. ونشرت سوناطراك مناقصة دولية لاستيراد 14 صهريجا، فازت بها شركة هندية، في حين تم تكليف شركة الهندسة ''سفير'' بإنجاز المشروعين، وتم نشر كل قرارات لجنة الصفقات لمجموعة سوناطراك في هذا الموضوع في ''الباوسام'' والجرائد. ولاحظ الأستاذ ميلود براهيمي في مرافعته ''إذا كانت الصفقة مخالفة للتشريع لماذا لم يوقفها ضباط الأمن العسكري، الذين يوجدون في كل المؤسسات والإدارات في حينها؟ لماذا اقتصر التحقيق على الصهاريج العشرة لأرزيو، في حين أن سفير أنجزت 14، إن مركز ورفلة أنجز بنفس صيغة مركز أرزيو ومن طرف نفس الشركة. إنني أجدد القول بأن هذه المحاكمة سياسيوية، إذا كانوا يريدون رأس شكيب خليل فإنه رحل''. وقدم ممثل شركة سوناطراك خلال استجوابه لهيئة المحكمة، أول أمس، مستندات تدل على أن الصهاريج العشرة في أرزيو ستستلم رسميا في سبتمبر 2011، وأن كل التحفظات التقنية تم رفعها، وأنها تشتغل بشكل طبيعي، بعد نجاح تجاربها.