طلب الرئيس توماني توري، من القبائل العربية في كل من قاو وتمبكتو وكيدال، ضرورة التصدي لحالة انعدام ''الأمن والاستقرار'' في شمال مالي بفعل نشاطات عناصر القاعدة. وأعلن الرئيس المالي عن برنامج تنموي خاص بالمنطقة بغرض بعث الأمن ومحاربة القاعدة بهذه المناطق. أفادت مصادر إعلامية، أن الرئيس المالي أمادو توماني توري، التقى أول أمس الخميس، لأول مرة، أعيان المناطق الثلاث مجتمعين، من أجل بحث الملف ''الأمني'' المتولد عن نشاطات عناصر القاعدة في شمال مالي. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الناطق باسم أعيان القبائل العربية السيد ولد سيدي محمد، أن النقاش مع الرئيس تناول ''مسألة الأمن التي بدونها لا يمكن تحقيق التنمية''. وحسب المتحدث، فان الرئيس المالي أعلن بالمناسبة أن برنامجا تنمويا خاصا دخل ''حيز التنفيذ'' يخص مناطق شمال مالي (قاو، تمبكتو وكيدال). وتعهّد توماني توري أمام مسؤولي القبائل بالإسراع في تطبيق هذا البرنامج، لكنه طلب في المقابل من مستمعيه ''المساهمة في عمليات استتباب الأمن'' بالمنطقة، في إشارة إلى ضرورة محاربة عناصر القاعدة الذين ينشطون شمال البلاد. وقال ولد سيدي محمد أن القبائل ''تعهّدوا بذلك وأعطوا موافقتهم للرئيس على التصدي للتهديدات الإرهابية''. ويحمل هذا اللقاء الأول من نوعه بين توماني توري وأعيان ومنتخبي مدن قاو وتمبكتو وكيدال، رسالة من الحكومة المالية عن جديتها في التكفل بالمسألة الأمنية وبمحاربة القاعدة، بعدما ظلت في وقت سابق متهمة من طرف دول الجوار وخصوصا الجزائر ب''تساهلها مع عناصر القاعدة وعدم انخراطها في ملف محاربة الإرهاب''. ولا يستبعد أن يكون هذا اللقاء الذي نظمه الرئيس المالي مع أعيان منطقة شمال مالي، قد جاء على خلفية الاجتماع الطارئ لرؤساء هيئات أركان جيوش الجزائر، النيجر، موريتانيا ومالي في باماكو لبحث التنسيق الأمني ومحاربة القاعدة. كما تأتي هذه الخطوة لتوماني توري في حث القبائل لبذل مجهود آخر في محاربة حالة اللاأمن في شمال مالي، في نفس التوقيت الذي أعلن فيه وزير خارجية مالي عن تلقي بلاده لهبة من الجزائر ب10 ملايين دولار لدعم التنمية بالمنطقة. وفي ذلك إشارة أن حكومة باماكو مستعدة أكثر من أي وقت مضى على ''الانخراط'' في جهود محاربة القاعدة وتنفيذ خريطة الطريق المقدمة من طرف قيادات أركان الجيوش، خصوصا أمام تداعيات انتقال الانفلات الأمني الحاصل في ليبيا إلى منطقة الساحل.