دول غربية تخطط لتحقيق انتصار ضد القاعدة في ليبيا لتغطية فشل أفغانستان أفادت مصادر عليمة، أن الجزائر تتخوف من أن تتحول ليبيا إلى عراق جديد، وأن تدور قرب حدودها الشرقية معركة كبرى بين دول غربية وتنظيم القاعدة، وتحسم فيه دول الغرب الحرب ضد تيار السلفية الجهادية في أفضل مكان يمكن فيه خوض حرب ضد الإرهاب، من خلال استغلال التكنولوجيا العسكرية الغربية إلى أقصى حد والانتهاء بالسيطرة على ثروات ليبيا. جاء الاجتماع الطارئ لقادة جيوش دول الساحل المنعقد في باماكو، بعد أيام قليلة فقط من قرار الرئيس الأمريكي استعمال طائرات بدون طيار في حرب ليبيا. وأكد هذا القرار للقيادة السياسية والعسكرية في الجزائر، حسب مصدر عليم، بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتعمد تأخير الحسم العسكري للمعركة في ليبيا وتكتفي بوسائل قتال ثانوية هي طائرات بدون طيار من فئة ''بريداتور'' التي تستغل في الأصل في مهام الاستطلاع والقصف الخفيف، وهي وسيلة مهمة في عمليات مكافحة الإرهاب. وحسب الملاحظين، كان بإمكان الولاياتالمتحدة استغلال قواتها في أسطولها الخامس وقواتها في قيادة أوربا الموجودة في ألمانيا وطائرات ثقيلة توجد بقواعدها في انجلترا. وفسّر متابعون للوضع الأمني في ليبيا، بأن قرار الرئيس الأمريكي جاء لتوفير المزيد من المعطيات حول نشاط الجماعات السلفية الجهادية في ليبيا والساحل ولا صلة له بدعم المعارضة المسلحة في ليبيا. ومن المتوقع حسب مصدر عليم أن تتضمن المخططات الأمنية والعسكرية التي سيخرج بها اجتماع قادة جيوش دول الساحل في مالي تحصين دول الجوار المحاذية لليبيا أمام تأثيرات حرب أهلية طويلة الأمد ستشهدها ليبيا، ويكون للمتشددين السلفيين وأتباع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب دور محوري فيها من جهة. ومن جهة ثانية تجهيز جيوش هذه الدول لمراقبة الحدود بشكل أكثر فاعلية. وتشير تقارير أمنية إلى أن أتباع تنظيم القاعدة الدولي وقاعدة المغرب يواصلون التوافد على ليبيا، يوما بعد آخر، في نشاط يفهم منه أنه استدراج غربي للتنظيم من أجل معركة سريعة وحاسمة يخوضها الغرب ضد القاعدة وتنتهي بانتصار يغطي على هزائمه في أفغانستان. وحسب مصادر عسكرية، فإن ليبيا تعد أفضل موقع من الناحية الإستراتيجية يمكن للولايات المتحدة فيه تحقيق نصر عسكري سريع في حرب عصابات ضد متمردين يخوضون حربا على طريقة تنظيم القاعدة عبر حملات جوية مكثفة، وتستفيد بالتالي من الصحراء الليبية المفتوحة التي لا يمكن فيها الاختباء. كما يوفّر قرب ليبيا من القواعد الرئيسية للجيش الأمريكي في أوروبا، ميزة إضافية لسرعة التدخل والقدرة على نقل القوات ونشرها بسرعة كبيرة. ولا تحتاج الدول الغربية في ليبيا إلى قوات ضخمة مثل الموجودة في العراق أو أفغانستان بالقياس لعدد سكانها وانحصار الانتشار السكاني في عدد محدود من المدن. كل هذه المعطيات وضعت المسؤولين السياسيين والعسكريين في الجزائر ودول الساحل أمام سيناريو مخيف يعني في حال تجسيده انهيار الوضع الأمني في المنطقة والمزيد من الفوضى في دول الساحل الضعيفة والرخوة. وأفادت مصادر عليمة، أن الجزائر أبلغت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن قلقها من استمرار حالة الفوضى في ليبيا بعد شهرين ونصف من اندلاع الحرب الأهلية. ومن هذا المنطلق يعقد قادة الجيوش وممثلون عن أجهزة الأمن والمخابرات في دول الساحل الأربع المحاذية لليبيا والمعنية بمكافحة الإرهاب في الساحل، حسب نفس المصادر، أهم اجتماع لهم على الإطلاق في العاصمة باماكو حاليا. وتتخوف الجزائر من أن تتحول الحملة الغربية على نظام القذافي إلى حرب بين دول غربية وتنظيم القاعدة تكرس انتصار الولاياتالمتحدةالأمريكية وخلفها الحلف الأطلسي على تنظيم القاعدة في معركة تغطي على هزيمة حلف الأطلسي في أفغانستان. وقال مصدر عليم إن زخم العمليات العسكرية في ليبيا وطريقة إدارة الحرب من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية المناهضة لنظام العقيد معمر القذافي ، تؤشر لمخطط بعيد المدى يهدف لاستدراج نشطاء وعناصر تنظيم القاعدة إلى ليبيا، ثم القضاء عليهم في معركة فاصلة تكون للتكنولوجيا العسكرية فيها اليد الطولى. وتشير الوقائع الميدانية وتعمّد بعض الأنظمة إطالة أمد الحرب في منطقة لا تبعد عن القواعد الرئيسية لقوات حلف شمال الأطلسي سوى بأقل من 1000 كلم والتوظيف الإعلامي للأحداث وتغطيتها بطريقة وصفت بالمبالغ فيها خلال بداية الانتفاضة في بنغازي. وما تخللها من محاولة جر الجزائر إلى هذه الحرب، دوافع بعض الدول الغربية وأهدافها من الحملة العسكرية في ليبيا، وهو ما عبّر عنه الرئيس التركي عبد الله غل لصحفيين مرافقين له خلال جولة افريقية ''ليبيا قد تنهب كما حدث مع العراق'' معربا عن قلقه من احتمال تكرار نفس السيناريو.