رفع محتجون في المغرب سقف مطالبهم في المسيرات التي شهدتها مدينتا مراكشوالناظور، يوم أول أمس، من التنديد بانفجار مقهى أركانة وإصلاح النظام إلى إسقاطه. وقد بدا لافتا تلك الصيحات التي تعالت وسط المحتجين مطالبة بإسقاط النظام، وتولي جمعية تأسيسية السلطة في البلاد والتمهيد لانتخابات نزيهة تؤسس لحكومة شرعية. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يرفع فيها المحتجون مثل هذه المطالب، إذ اكتفى نشطاء الحركة بانتقاد السلطات المطلقة للعاهل المغربي، والتي تستند إلى الفصل 19 من الدستور، واصفينه بدستور العبيد، كما دأب المتظاهرون على انتقاد أصدقاء الملك واصفينهم بأخطبوط الفساد. ورفع المتظاهرون صورا لفؤاد عالي الهمة، زعيم حزب الأصالة والمعاصرة، ومنير الماجيدي، السكرتير الخاص للملك، ومدير ثروته، تحتها عبارات تطالب بإبعادهم عن القرار السياسي والاقتصادي في البلاد. وكانت الاحتجاجات التي بدأت في العشرين من فيفري الماضي قد أبعدت أصدقاء الملك عن الأضواء، حيث انزوى فؤاد عالي الهمة بعيدا تاركا وجوها حزبية في الواجهة، بينما تحدثت تقارير عن سفر منير الماجيدي إلى فلوريدا بالولايات المتحدةالأمريكية قبل أسبوع. وبمدينة الناظور، شمالي البلاد، رفع المتظاهرون شعارا عبر مكبرات للصوت: أولهم زين العابدين، وثانيهم حسني مبارك، وثالثهم علي صالح، ورابعهم بشار الأسد، وخامسهم القذافي، وسَادِسْهُمْ.. راكم عارفين'' و''يا جماهير ثوري.. على النظام الديكتاتوري''. ولما قرر المنظمون التحرك في مسيرة باتجاه ساحة التحرير وسط المدينة، تمت مواجهتهم بحائط من قوات التدخل السريع، حيث قاموا بتطويق المتظاهرين ومنعهم من التقدم. وتتهم فعاليات سياسية وجمعوية بالمنطقة السلطات بمحاولة تشويه نضالات تنسيقية حركة عشرين فبراير، عبر اتهامها بمهاجمة مؤسسات عمومية. وطالب أحد النشطاء الأمازيغ بالمدينة ل''الخبر''، رفض الكشف عن هويته، السلطات بالكشف عن نتائج تحقيقاتها في مقتل ثلاثة ناشطين حرقا بإحدى الوكالات البنكية بمدينة الحسيمة، شرقي الناظور، مؤكدا بأن جهات رسمية تريد أن تعيد البلاد إلى الوراء، ولكنها لم تستفد من دروس الآخرين. وأضاف في تصريح ل''الخبر'' بأن الحركة ستستمر في حمل مطالبها على الرغم من حملات القمع التي تواجه بها والرامية إلى تخويف نشطاء الحركة وثنيهم عن مواصلة نضالاتهم.