نبّه المشاركون في الملتقى الوطني الأول حول ''التكامل المعرفي بين علوم اللغة والأدب''، الذي نظمه مخبر معجم المصطلحات اللغوية والبلاغية في التراث العربي بكلية الآداب واللغات بجامعة سطيف، بخطر التفريق بين الأدب وعلوم اللغة. كما عالج الملتقى الذي اختتمت أشغاله أول أمس، علاقة الأدب واللغة في تاريخ ثقافتنا العربية، حيث أجمع المتدخلون على أنهما حقلان متقاطعان متكاملان، كون الأديب كان يحصل من علوم اللغة ما تحصل به ملكتُه، وتستقيم به لغته، وكان الناقد هو العالم بفقه اللغة، المتبحّر في علومها، الخبير بأسرار بلاغتها، وكان اللغوي غير منقطع عن معرفة الآداب ولا عاجزا عن بلاغة الأداء. ولكن واقعا، يرى المتخصصون في اللغة العربية وآدابها أن لا حق للغوي أن يخوض في شؤون الأدب، ولا حق للأدبي أن يخوض في شؤون اللغة، ويسمح فيه كثير منهم لنفسه أن يجهل من علوم اللغة ما لا يصحّ النظر في الأدب إلاّ به. وقد دعا منشطو الملتقى إلى تحريك الهمم لبداية إصلاح الخلل وإعادة الأمور إلى نصابها. وبعد مداخلات ومناقشات علمية، تمّ التوصّل إلى قناعة مفادها أن العلاقة بين الأدب وعلوم اللغة هي علاقة تكاملية، ووجود ارتباط البلاغة القديمة بالأسلوبية الحديثة. وخرج الجميع بمجموعة من التوصيات، التي من شأنها أن تفتح المجال أمام طلبة الماجستير والماستر لمزيد من البحث في الموضوع.