تظاهر، يوم أمس، آلاف السوريين بمعظم المدن السورية، وهو ما يعني أن الانتفاضة الشعبية ضد النظام الحاكم قد بلغت نقطة اللارجوع، خاصة وأن هذه التظاهرات جاءت بالرغم من التحذيرات التي وجهتها السلطات الأمنية، وجاءت بالرغم من موجة الاعتقلات التي شملت الناشطين يوم الخميس. فيما أكد تقرير أممي بأن الاحتجاجات أوقعت حوالي 850 قتيل منذ اندلاعها. وعن مخلفات المواجهات الدامية التي شهدتها سوريا، قال متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن قوات الأمن السورية قتلت، على مدى شهر، ما لا يقل عن 850 شخص. وقال الناطق باسم المفوضية، روبرت كولفيل، في مؤتمر صحفي في جنيف، يوم أمس الجمعة، إن إجمالي ضحايا العنف في سوريا ربما يصل إلى 850 شخصا، وذلك منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في سوريا. بموازاة مع هذا، سجل المراقبون أن التعليمات الرئاسية بعدم استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين لم تحترم بعد أن سجل إطلاق النار على المتظاهرين في كل من مدينة درعا وحمص، وهذا بالرغم من أن الرئيس الأسد أصدر، مساء الخميس، حسب تأكيدات مستشارته، بثينة شعبان، أمرا بعدم استخدام السلاح ضد المحتجين، وللتذكير سبق للرئيس السوري أن أمر، في بداية هذه الحركة الاحتجاجية، منذ أكثر من شهر، بعدم إطلاق النار على المتظاهرين في مدينة درعا، ورغم ذلك فقد قتل محتج يوم أمس بحمص برصاص قوات الأمن، حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية. وفي مهد الحركة الاحتجاجية السورية، أي مدينة درعا الواقعة بجنوب البلاد، قال شهود عيان إن الجيش أرسل، ليلة الخميس إلى الجمعة، تعزيزات أمنية إضافية إلى المحافظة، ونشر عددا من القناصة على أسطح عدد من منازل عاصمة المحافظة، وأكد هؤلاء الشهود سماع دوي إطلاق نار في أنحاء المدينة، كما تحدث هؤلاء عن إغلاق الجيش للعديد من المناطق بهدف منع الناس من الدخول إليها أو مغادرتها. وفي حمص أفاد ناشطون أن دويا لإطلاق الرصاص قد سمع أكثر من مرة بحي باب عمرو، وإن قالوا بأنه لم يوجه ضد المتظاهرين وإنما أطلق بهدف ترهيب السكان وكبح جماح التظاهرات المطالبة بالتغيير السياسي وإطلاق الحريات، وتحدثوا عن تواصل الاعتقالات في صفوف الشباب ومصادرة وثائقهم الرسمية، فضلاً عن حدوث تخريب في الممتلكات الخاصة ومصادرة أملاك شخصية. وبمدينة حماه نقل عن ناشط ميداني أن آلاف المواطنين تدفقوا على ساحة عمومية في المدينة، وقال هذا الناشط إنه يتحرك وسط حشد كبير، وتحدثت شخصيات كردية معارضة عن احتجاجات ضخمة في مدن المنطقة التي تسكنها غالبية كردية بشرق سوريا، أما المظاهرات التي سجلت بحي برزة في دمشق وضاحية سقبا التي ردد المتظاهرون خلالها هتاف نريد تغيير النظام، فقال بشأنها شهود إنها كانت محدودة من حيث عدد المشاركين فيها. دوليا حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من أي تدخل أجنبي في سوريا، داعياً المعارضة السورية إلى عدم تكرار ''السيناريو الليبي''. أما وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، فقالت بأن استخدام سوريا للقوة يعد ''إشارة إلى ضعف واضح''.