الألم أصبح مرضا مزمنا ويجب التكفل الجيد بالمصابين حذر الأخصائيون من تدني مستوى تقديم الأدوية المنتجة بالمورفين، في معاجلة مختلف الآلام التي تصيب الجزائريين. وتحتل الجزائر المرتبة الأخيرة عالميا في ترتيب الدول التي تستهلك المورفين تبعا لما أعلنته المنظمة العالمية للصحة. كشف رئيس المؤسسة الجزائرية لتقييم ومعالجة الألم إبراهيم قيان، مساء أول أمس، بأن ''لا صيدلية في الجزائر تعرض المورفين وهذا أمر خطير''. وأضاف المتحدث على هامش اليوم الإعلامي الثامن لمكافحة الألم، بمناسبة إطلاق مخابر ''بيوفارم'' دواءها الجديد ''كزامادول'' المزيل للألم بفندق شيراتون بمشاركة 300 طبيب، بأنه ''آن الأوان لإعادة تفعيل اللجنة الوطنية للألم، من أجل تمكين من يعانون من الآلام من الحصول على الأدوية والمورفين الكافي''. واعتبر رئيس المؤسسة بأن ''الجزائر احتلت مؤخرة الترتيب في قائمة الدول التي تمكن مرضاها ومن يعانون من الألم من المورفين أو الأدوية التي تنتج بنسبة عاليه منه''. وأضاف المتحدث في تصريح ل''الخبر'' بأن ''الوضع الصحي الحالي يتطلب إعداد مخطط وطني للألم، من أجل تحديد مختلف الآلام التي تصيب الجزائريين وكيفية توفير العلاج والأدوية الكافية''. ويطرح المشكل بناء على الأرقام التي تؤكد بأن أغلب من يجرون عمليات جراحية على القلب يعانون من الألم، كما هو الحال بالنسبة للمصابين بداء السرطان، حيث يصل عدد الحالات الجديدة المسجلة سنويا في الجزائر 30 ألف حالة، لتصل ضعف هذا الرقم في أعقاب .2020 ويعد دواء ''كزامادول'' المزيل للألم من الدرجة الثانية، الأول من نوعه في الجزائر، والذي طوّره مخبر البحث والتنمية لبيوفارم بكفاءات جزائرية. وأوضح مدير مخابر بيوفارم، السيد عبد الواحد كرار، بأن ''الإنتاج سيصل نهاية السنة الجارية حدود 30 مليون علبة، لقرابة 60 دواء على شكل أقراص وكبسولات وسوائل''.. وقال مدير مخابر ''بيوفارم'' بأن ''التكفل بالألم لم يستفد من أي مخطط وطني بأهداف مدروسة وإمكانيات مادية لمحاربته''. وتابع ''أحسن دليل على ذلك هو الفقر في قائمة المستحضرات والأدوية التي تعالج الألم''. من جهته، أوضح البروفيسور بوزيد كمال، رئيس الجمعية الجزائرية لورم السرطان، بأن القانون الذي يمنع توفير الأدوية والمستحضرات المورفينية يعود إلى 1916، وهذا ما يلزم تغييره، من أجل تمكين المرضى من وصفات ودفاتر مراقبة للحصول على هذه المستحضرات المخففة للألم، خصوصا وأنها تصنف في خانة ''المخدر''. ويقول أحد المصابين بداء السرطان (40 سنة) الذي يعالج على مستوى مركز بيار وماري كيري بالعاصمة، بأن ''الألم الذي يصيبني على مستوى الصدر لا تتمكن الكثير من الأدوية من توقيفه، فأنا أستهلك الكثير من الحبوب والسوائل غير المجدية، وأتمنى أن يوفر لنا المستحضر المخفف للألم المنتج بالمورفين''. ولا يمكن للمريض، أن يتمكن من اقتناء المورفين من الصيدلية بناء على وصفة الطبيب، وعليه التنقل إلى المستشفى والعودة كل 7 أيام من أجل المراقبة والتدقيق في حالته. ويؤكد المختصون بأن عدم استعمال المستحضرات المورفيينة يتسبب في صرف مبالغ مالية باهظة، كما أن الألم لم يعد عرضا بل مرضا مزمنا في حد ذاته. وتعد الجزائر الأقل استهلاكا للمورفين ما يعني عدم التكفل الجيد بالمرضى، خصوصا المصابين بالأمراض المزمنة كالقلب والسرطان.