الزهار ل''الخبر'': لا نرغب في وجود أوروبيين لتسيير معبر رفح فتحت السلطات المصرية، أمس السبت، معبر رفح بشكل دائم للمرة الأولى منذ أربع سنوات، منهية بذلك معاناة آلاف الفلسطينيين برز حجمها بشكل لافت في عهد الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك. واللافت أيضا أن القرار جاء بعد 4 أشهر من قيام الثورة المصرية في 25 جانفي الماضي. ولقي هذا القرار ترحيبا شعبيا في كل من القاهرةوغزة ومختلف العواصم العربية، في حين انزعجت إسرائيل منه واعتبرته ''مشكلة''. جاء فتح معبر رفح الحدودي، شريان الحياة الوحيد لغزة مع العالم الخارجي، بعد وضع حد لقطيعة دامت أربع سنوات بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين، حيث جرى التوقيع على اتفاق المصالحة في القاهرة مطلع شهر ماي الماضي. وسادت أجواء من الفرحة الكبيرة على وجوه الفلسطينيين، أمس، وهم يمرون بسلام على معبر رفح، في حين كان هذا المشهد مستحيلا قبل مدة. وبدأ تدفق العابرين في كلا الاتجاهين منذ التاسعة من صباح أمس، وشوهدت الحافلات الفلسطينية تقل عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر بآلية جديدة للعبور، تقضي بسماح عبور السيدات والأعمار الأقل من 18 سنة وأكثر من 40 سنة دون تأشيرة مسبقة، بالإضافة إلى تسهيلات موجهة للطلبة والمرضى. سياسيا، أثنى وزير الخارجية في الحكومة المقالة، الدكتور محمود الزهار، في تصريح ل''الخبر''، على قرار معبر رفح، موضحا أن ''المعبر فتح الآن للأفراد وليس للبضائع، وهذا يعني أن إسرائيل لن تكون لها أية حجة حتى تعترض على فتح المعبر''. وسجل المتحدث أن ''الخطوة الثانية هي فتحه أمام البضائع والسلع للتبادل التجاري لتخفيف الحصار على غزة''. وردا على سؤال ''الخبر'' حول الدور الأوروبي في تسيير المعبر، أوضح الزهار أن ''حماس لها تجربة سيئة مع الموقف الأوروبي، ونحن لا نرى حاجة لوجود أوروبيين في معبر فلسطيني مصري، كما أن وجود أوروبيين يعني أنهم سيكونون على اتصال مع الإسرائيليين وقد يغلقونه في أي لحظة''. ومن جهته، علّق وزير الدفاع المدني الإسرائيلي، ماتان فيلناي، على القرار بأنه ''اتخذ في سياق اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، ما سيخلق وضعا إشكاليا للغاية''. ووعد وزير الخارجية المصري، نبيل العربي، نهاية أفريل الماضي، بفتح المعبر بشكل دائم في وقت لاحق، ومن المنتظر أن يعمل ستة أيام في الأسبوع ما عدا أيام الجمعة والإجازات الرسمية للدولة، من الساعة التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساء. من جهته، اعتبر حزب ''كاديما''، أكبر أحزاب المعارضة في إسرائيل، فتح معبر رفح مع قطاع غزة دون تنسيق مع إسرائيل وضد إرادتها فشلا دبلوماسيا لحكومة بنيامين نتنياهو. وأرجع ''كاديما'' هذه الخطوة إلى ضعف إسرائيل الدبلوماسي وعدم قدرتها على إيجاد تنسيق وتعاون مع الأطراف الدولية.