لم يتوقع الكثير من متتبعي الكرة في بلادنا أن يحقق شباب قسنطينة مشوارا كبيرا في بطولة القسم الثاني المحترف لهذا الموسم، ويضمن صعوده إلى القسم الأول قبل ثلاث جولات من نهاية البطولة، وذلك بالنظر للعراقيل التي اعترضت طريقه قبل بداية الموسم، وفي وسطه وحتى عند نهايته. في الوقت الذي كانت فيه غالبية أندية القسم الثاني المحترف تنهي مراحلها الأخيرة من التحضيرات داخل الوطن وخارجه في فترة الصيف، كان شباب قسنطينة يبحث في هذا الوقت عن رئيس جديد وتشكيل مجلس إدارة تبعا لشروط الاحتراف التي طبقتها بطولتنا بداية من هذا الموسم، دون الحديث عن انتدابات لاعبين جدد والتجديد للقدامى منهم، حيث كانت الفكرة بمثابة مهمة شبه مستحيلة بعد أن اختار جل لاعبي البطولة وجهاتهم، ولم يبق في السوق إلا القليل من اللاعبين. وكمثال بسيط على الوضعية الصعبة التي مر بها شباب قسنطينة في الصيف الفارط، نقول أنه في اليوم الذي عاد فيه الجار مولودية قسنطينة من تونس منهيا تربصه التحضيري، كانت أسرة الشباب تعقد جمعية عامة انتخابية للبحث عن رئيس يقود الفريق، قبل أن يقع الاختيار على ياسين فرصادو كرئيس للفريق الهاوي، وتعيين محمد بوالحبيب، أحمد بوخزرة، الحاج شني كأعضاء لمجلس إدارة الفريق المحترف ودون الحديث عن الثلاثي أونيس، لفقون ولوصيف المنسحب بعد جولات معدودة من البطولة. وقد تمكن أعضاء مجلس الإدارة في ظرف ثلاثة أيام بعد الجمعية الانتخابية، من انتداب خيرة اللاعبين القادرين على تولي مهمة الصعود بالفريق إلى القسم الأول على غرار حمزة ياسف، زوبير زميت، ياسين حمادو، توفيق كابري، خالد دراحي، شنيقر وغيرهم، مع التجديد لأحسن عناصر الموسم الفارط وعلى رأسهم الحارس ضيف، إضافة إلى تدعيم الفريق في فترة الانتدابات الشتوية بعناصر نوعية كفضيل حجاج وخلاف وفرحات. وتعكس أرقام الفريق المحققة في بطولة هذا الموسم لحد الجولة 27 المرتبة الأولى التي يحتلها حاليا، حيث يتوفر الشباب على أحسن دفاع وسابع أقوى هجوم، كما أنه انتظر إلى غاية الجولة التاسعة ليتذوق أول وآخر هزيمة له بباتنة على يد الشباب المحلي. غير أن هذه الأرقام لم تحجب العراقيل العديدة التي قابلت الفريق خلال الموسم، ومنها قضية أعمال الشغب التي وقعت بين أنصاره وأنصار مولودية باتنة فوق ملعب هذا الأخير، مما أدى إلى حرمان الفريق من جمهوره في لقاءين متتاليين، ثم أتت بعدها الاتهامات التي طالت المسيّرين من قبل أنصاره بترتيبهم نتيجة لقاء العودة من ''الداربي'' القسنطيني وما لحقتها من تهديدات لفظية وجسدية وأعمال تخريب تعرض لها ملعب حملاوي، الأمر الذي أدى إلى معاقبة جمهور الفريق للمرة الثانية بلقاءين آخرين، دون الحديث عن الخلافات التي نشبت في منتصف الموسم بين أعضاء مجلس الإدارة وأدى إلى انسحاب الثلاثي أونيس، بن شيخ لفقون وناصر لوصيف، علاوة على إقالة المدرب الهادي خزار قبل ست جولات من نهاية البطولة، عقب خلاف مع الإدارة حول طريقة العمل والتعامل مع بعض اللاعبين.