احتفل اليمنيون في ساحات التغيير والحرية بمختلف المدن التي تشهد احتجاجات وتظاهرات بمغادرة الرئيس صالح البلاد متجها نحو السعودية ولو للعلاج، واعتبروا ذلك انتصارا للثورة، حيث خرج اليمنيون للاحتفال ليلة السبت إلى الأحد إثر سماعهم خبر مغادرة الرئيس صالح إلى المملكة لتلقى العلاج. تعهد قياديون في المعارضة اليمنية بالمطالبة بإنهاء حكم الرئيس صالح ب''القيام بكل ما بوسعها'' لمنع عودته من السعودية التي قصدها للعلاج، بينما حذر ناشطون آخرون من خطر التسرع باعتبار أن الأزمة في البلاد قد انتهت. وتوافد عشرات الآلاف من المحتجين صباح أمس إلى الساحات للاحتفال بهذه المناسبة التي يعتبرونها تكريما وتحقيقا لأهداف ثورتهم السلمية، وعبروا عن الفرح برقصات شعبية وبإطلاق الألعاب النارية والأغاني والأناشيد الوطنية تعبيرا عن سعادتهم. وفي العاصمة صنعاء شهدت ساحة التغيير فرحة لمئات الآلاف من المحتجين برفع الأعلام وصور الشهداء والرموز الوطنية أبرزهم الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي المتهم صالح باغتياله مع قوى خارجية. وجرى نحر الأبقار تعبيرا عن فرحة الأعياد والمناسبات التي يقوم اليمنيون بذبح الخرفان، وأيضا لوحظ توافد الأسر بعد أن شهدت الساحة خلال أيام المواجهات المسلحة بين أولاد الأحمر وقوات صالح فراغا رهيبا للساحة. كما دعت في مؤتمر صحفي عقدته أمس من وصفتهم بالمغرر بهم من قبل نظام صالح إلى فتح صفحة جديدة في تاريخ الوطن من أجل صنع وطن يتسع للجميع دون تميز، ويحترم حقوق اليمنيين ويوفر لهم حياة حرة كريمة. وبخصوص صحة الرئيس صالح، قال مصدر طبي لرويترز أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح خضع للجراحة أمس الأحد لاستخراج شظايا من الصدر بمركز طبي سعودي، وتوجه صالح ليلة السبت إلى الرياض بعد إصابته في هجوم على قصر الرئاسة. وإثر ذلك، تسلم عبد ربه منصور هادي مهامه الجديدة لإدارة البلاد بعد مغادرة الرئيس صالح رفقة مجموعة من أركان نظامه. وهو أحد المسؤولين اليمنيين الذين استهدفهم قصف مسجد ''دار الرئاسة'' في صنعاء، لكنه نجا بعد تلقيه العلاج ليعود لممارسة نشاطه السياسي.