لا تزال عائلة بيلاك تترقب أخبارا عن ابنها مراد المختطف منذ قرابة شهر بمنطقة بني دوالة، التي يشكل الإرهاب والمنحرفون واللصوص بها حلفا ضد السكان الباحثين عن الهدوء والسكينة. وتفتقد بلدية آث عيسي التي ينحدر منها مراد، لهياكل أمنية بشكل لافت، ما جعلها عرضة لاعتداءات الإرهابيين المتكررة. تفيد المعاينة الميدانية بخصوص الوضع الأمني بمنطقة بني دوالة، أن أفراد الجماعات الإسلامية المسلحة اختطفوا ستة أشخاص من المنطقة في السنوات الأخيرة، كان آخرهم الشاب مراد بيلاك ابن أسرة المقاولين. ويذكر مواطنون من قرية تفمونت ببلدية آث عيسي التقت ''الخبر'' بهم، أن أسرة مراد قلقة كثيرا عليه. وهي بصدد ترقب اتصال من خاطفيه لتطمئن على ابنها ولمعرفة مطالب الأشخاص الذين يحتجزونه. وتسود في أوساط سكان المنطقة قناعة بأن الخاطفين يريدون مبلغا ماليا مقابل إطلاق سراح مراد. فقد كانت عادتهم، في حالات الاختطاف السابقة، أن يكشفوا عن أهدافهم بعد أيام من اختطاف ضحاياهم، لكن لا يفعلون ذلك عندما يشتد عليهم الضغط الشعبي المطالب بإطلاق سراح الرهائن. فهم في الغالب يترقبون امتصاص حالة الغضب في أوساط السكان، ثم يصرّحوا بمطالبهم. وبات الوضع الأمني المتردي مصدر قلق بالنسبة للسلطات المحلية. وقال رئيس بلدية آث عيسي، الحياني برشيش، الذي التقيناه بالمنطقة، إن تواجد الإرهابيين في بعض الأماكن المعزولة يثير هواجس السكان. مشيرا إلى أن المشكل الأول الذي تشكو منه بلديته هو افتقارها لأسلاك الأمن. فهي تتوفر على فرقة واحدة للدرك فقط توجد داخل محيط مفرزة الحرس البلدي. وقال رئيس البلدية إن الطريق الولائي رقم 100الرابط بين آث عيسي بمدينة تيزي وزو، أصبح المكان المفضل للإرهابيين لاختطاف رجال الأعمال والمقاولين في حواجز مزيفة. وهو فوق ذلك مرتع للمنحرفين واللصوص الذين يعتدون على أصحاب السيارات ليلا، زيادة على الخطر الذي يشكله السكارى المنتشرون على حافتي الطريق في الليل. وتحدث رئيس البلدية عن خال مراد بيلاك الذي اختطف منذ حوالي 6 أشهر، للتأكيد على المخاطر التي تحوم بالمنطقة. وأوضح بأن الدولة ''غائبة هنا وتتهرّب من مسؤوليتها المتمثلة في ضمان أمن وسلامة المواطنين''. وعبّر الحياني برشيش عن أمله في أن تجسد السلطات الولائية وعودها تجاه منتخبي بني دوالة، المتمثلة في السعي لضمان الأمن وسلامة المواطنين.