شخص كان يقوم بما يُسمّى ''العادة السرية'' في رمضان الماضي، ولم يكن يعلَم أنّها حرام، فهل عليه قضاء تلك الأيام؟ إنّ الإسلام دين فيه الاعتدال والاستقامة في كلّ شيء، حتّى في ضبط شهوة الإنسان، حتّى لا يهملها، فيصير الإنسان الّذي شرّفه الله وكرّمه كالحيوان، الّذي لا عقل له ولا إدراك، فدعا إلى حفظ الفروج وإبعادها عن الحرام والابتعاد عن كلّ ما يُهيّج الشّهوة لتفرّغ في الحرام، فكلّ ما أدّى إلى الحرام كما هو معلوم، فهو حرام. قال تعالى: {قُل للمؤمنين يغُضُّوا من أبصارهم ويحْفَظُوا فروجهم ذلك أزكى لهم} النور:.30 فغضّ البصر عن الحرام من أعظم وسائل حفظ الفرج، وعلى الصائم أن يعلم أن الصوم لا يعني التوقّف عن الأكل والشرب والجِماع من الشروق إلى الغروب فحسب، بل معناه يتعدّى ذلك إلى حفظ جميع الجوارح من الحرام، فيجب حفظ اللسان عن آفاته، وحفظ القلب من آفاته، وحفظ الفرج، وحفظ اليد، وحفظ القدم، وحفظ البصر، وحفظ السمع وغير ذلك. والصائم الّذي لم يحفظ عينيه عن النظر إلى البرامج التلفزية الخليعة، لم يعرف حقيقة الصيام، ولم يذق حلاوته ولن ينال فرحة الصّائمين، بل ربّما نال من ذلك غضب الله تعالى لانتهاكه حرمة هذه الشعيرة العظيمة. والعادة السرية الواردة في السؤال سببها في غالب الأحوال هو النّظر إلى ما حرّم الله، أو السباحة في بحر الخواطر من الأفكار الشيطانية، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرشدا شباب أمّته إلى الحل، الّذي يضبط الشهوة: ''يا معشر السباب من استطاع منكم الباءة فليتزوّج فإنّه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء''. فالصوم وقاية للعبد من الوقوع في الفاحشة كالعادة السرية، فهي محرّمة في الإسلام، وقد أوجب المالكية الكفّارة على مَن استمنى عمدًا في نهار رمضان، وهي صوم ستين يومًا أو إطعام ستين مسكينًا عن كلّ يوم، لكن إن كثرت تلك الأيام الّتي قام فيها بهذا الفعل، فعليه أن يقدّرها ثم يقضيها قبل حلول شهر رمضان بعد أيّام قلائل، وعليه أن يقطع عهدًا على نفسه أن لا يعود إلى ذلك، وأن يعمل جاهدًا على تحقيق المطلوب منه شرعًا في هذا الشهر العظيم المبارك، الّذي ربّما لن يدركه العام المقبل، وهي فرصة عظيمة لترويض النفس وتعويدها على الطاعة. امرأة مات لها ثلاثة أبناء وأصيبَت بأزمة نفسية حادة.. فما نصيحتكم لها؟ يقال لها ما قاله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول الله إنّا لا نقدر عليك في مجلس، فواعدنا يومًا نسألك فيه، فقال: ''موعدكن بيت فلان، فجاءهن بذلك الموعد، وكان فيما حدّثهنّ، ما منكنّ امرأة يموت لها ثلاث من الولد فتحتسبهم إلاّ دخلت الجنّة، فقالت امرأة: واثنان، قال: واثنان'' رواه مسلم.ئ؟