الحب لا يعرف الطبقات الاجتماعية ولا يعترف بالفقر والثراء. إنه يقتحم كل القصور وكل الأمكنة وكل القلوب من دون أن يستأذن أحدا، وللملوك والأمراء معه قصص طويلة. تعيد صور وأخبار زواج الأمير ويليام، حفيد ملكة انجلترا اليزابيت الثانية، وكاثرين ''كيت'' ميدلتون وهي من عامة الشعب، في زواج اعتبره كثيرون بمثابة زواج القرن، تعيد إلى الأذهان زواج الأمير تشارلز ولي العهد والأميرة الراحلة ديانا والدي ويليام العام 1980، وذلك تتويجا لقصة حب فتحت الباب على مصراعيه للتكهنات والمراهنات.. الزواج تم أمام أعين خطيبها ونحو ملياري مشاهد عبر العالم. ولي العهد الإسباني الأمير فيليبي دي بوربون، اختار صحفية هي لوتسيا اورتيت زوجة. ولوتسيا هي أول ملكة إسبانية مطلقة تدخل التاريخ الإسباني في زواج قد يكون الأكبر في أوروبا، إذا استثنينا زواج الأمير تشارلز من الليدي داي (ديانا). الأميرة ستيفاني ابنة الأمير روني، ضربت بانتمائها الاجتماعي عرض الحائط وتمردت على إرادة العائلة، في معظم زيجاتها وارتباطاتها. اقترنت أولا بحارسها الشخصي، وأنجبت ولدا من حارسها الآخر، ثم ارتبطت بمدير سيرك يصغرها بنحو عشر سنين من دون أن يحضر أحد من أفراد عائلتها المناسبة وحتى من دون إبلاغهم بالأمر... وتحولت من أميرة إلى زوجة مروّض للحيوانات تنام داخل خيام السيرك من دون أن تسأل عن حسب ونسب. زواج آخر في الذاكرة، هو زواج الأمير الإيطالي ايمانويل فيليبير دو سافوا النجل الأكبر لآخر ملوك إيطاليا اومبرتو الثاني والممثلة الفرنسية كلوتيلد كورو التي تكبره بثلاث سنوات خلال احتفال ضخم في كاتدرائية سانتا ماريا ديلي انجيلي في روما، وهي الكنيسة نفسها التي تزوّج فيها جد الأمير الملك فيكتور ايمانويل الثالث من هيلين وهي من جمهورية مونتينيغرو ''الجبل الأسود'' في العام 1896 بحضور 1300 مدعو. وقد غاب أمراء أوروبا وملوكها عن الاحتفال باستثناء الأمير ألبير ''أمير موناكو'' الذي قدم العروسين إلى بعضهما قبل ثلاث سنوات، خلال احتفال رياضي للشخصيات المهمة. سلطنة بروناي شهدت زواجا من الطراز نفسه. إنه الزواج الأسطوري الذي جرى في السلطنة وجمع ولي العهد المهتدي بالله والذي كان يبلغ من العمر وقتها 30 عاما بالعروس التي تنتمي إلى عامة الشعب التي كانت تبلغ من العمر 17 عاماً. وذكرت طقوس الاحتفال الناس باحتفالات أيام السلاطين والملوك في أزمنة مضت، حيث كان يجتمع كبار القوم والملوك والأمراء من كل حدب وصوب للاحتفال بالمناسبات ضمن طقوس ملكية خاصة، وشهد الاحتفال احتشادا لأكبر من 25 رئيس دولة وأفراد عائلات ملكية. وكانت الاحتفالات استمرت، حسب الطقوس في بروناي، 15 يوما، حيث تم بدء الاحتفال بإطلاق القوات المسلحة في بروناي 21 طلقة مدفعية تحية للعروسين ثم بدأ تنفيذ طقوس الزفاف الملكية في السلطنة، إذ وضع السلطان حسن البلقيه يده على رأس العروس سارة صالح. وقبّل كل من العريس والعروس يد السلطان طلبا للبركة والرضا، بينما كانا يجلسان في مكان يرمز إلى ألوان علم السلطنة وقام شيخ مسلم بإتمام إجراءات الزواج وفق الشريعة الإسلامية. ولا ننسى في سياق الحديث عن الملوك والرؤساء والأباطرة الذين يحبون عامة الناس، حكاية الابنة الوحيدة لإمبراطور اليابان اكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو، التي اختارت خطيباً من عامة الناس. الأميرة نوري ''ساياكو باليابانية'' تنوي الزواج من يوشياكي كورودا 39 عاما الذي يعمل في قسم التخطيط العمراني في مجلس مدينة طوكيو، الحفل بدأ بمقدم مندوب من أسرة العريس، يحمل هدايا الخطوبة التقليدية إلى القصر الإمبراطوري. وتسلم مسؤول كبير في البلاط الإمبراطوري الهدايا وتقابل مع الإمبراطور والإمبراطورة والأميرة نوري وعاد ليعلن قبولهم. وسترسل هدايا مماثلة إلى أسرة العريس في وقت لاحق، وتم تحديد موعد الزفاف في الخريف المقبل على الأرجح وسيكون على الأميرة نوري مغادرة العائلة الإمبراطورية والقصر الهادئ وسط طوكيو، وهو أمر جعلها تشعر بشيء من القلق ولكن كفتيات أخريات في مثل سنها تصر نوري على اعتراك الحياة. وتسير الأميرة في ذلك على نهج شقيقها ولي العهد الياباني ناروهيتو الذي تزوج من الأميرة ماساكو وهي من عامة الشعب بعد قصة حب، وكانت تعمل في السلك الدبلوماسي مثل والدها، ما أهلها للسفر إلى بلاد عدة وإتقان لغات عدة. كانت مرحلتها الأولى موسكو ودرست في جامعة هارفرد وتخرجت في قسم الاقتصاد ثم التحقت بجامعة طوكيو لدراسة القانون وأكملت دراستها في جامعة أوكسفورد.