الدخول في رأسمال أكبر المجموعات الغازية في أوروبا يساعد الجزائر في الحد من المنافسة القطرية اعتبر الخبير الدولي ونائب رئيس النشرية المتخصصة بترول وغاز العرب بباريس، أن الاتفاق المبرم بين سوناطراك وغاز ناتورال فينوزا سيتيح للجزائر الدخول إلى سوق الغاز الإسبانية، ويمهد لشروع سوناطراك لاحقا في تسويق المنتجات الغازية وتدعيم موقع الجزائر في سوق الغاز الأوروبية، والحد من ثم من المنافسة القطرية. وأوضح الخبير الدولي في تصريح ل''الخبر'' ''الاتفاق المبرم بين سوناطراك وغاز ناتورال فينوزا الإسبانية هام جدا، لأنه يضع حدا لجملة من الخلافات والنزاعات الجزائرية-الإسبانية، والتي أخذت أبعادا سياسية واقتصادية بين دولتين''، مضيفا ''الاتفاق يعتبر آخر حلقات الحلول التي تم التوصل إليها، وأنهى كل الملفات الخلافية بين الجانبين، التي بدأت منذ 2007، وتمثلت في مشكل إعادة أو مراجعة أسعار الغاز، ومساهمة سوناطراك في أنبوب غاز ميدغاز، والدخول الحر إلى سوق الغاز المحلية الإسبانية، وإلغاء مشروع مركب غاسي طويل مع ربسول وغاز ناتورال''. و لاحظ الخبير أن ''أهم نقطة يجب التركيز عليها أنه في كافة هذه الملفات الطرف الجزائري هو الذي كسبها، نظرا لحسن تسيير الملفات والحجج المقدمة أمام المحاكم الدولية المتخصصة في المنازعات، مما أدى إلى اعتراف كافة الهيئات بحق الجزائر، وبالتالي الحكم لصالح الجانب الجزائري''. بعد أن تمت تسوية الملفات الخلافية، يجب التأكيد على أن هنالك مرحلة جديدة سيتم الشروع فيها قريبا، وتسمح بتوثيق العلاقة بين الشركتين، ابتداء من دخول سوناطراك في رأسمال إحدى أكبر المجموعات الغازية الأوروبية في نفس السياق، أوضح الخبير الدولي ''بعد أن تمت تسوية الملفات الخلافية، يجب التأكيد على أن هنالك مرحلة جديدة سيتم الشروع فيها قريبا، وتسمح بتوثيق العلاقة بين الشركتين الجزائرية والإسبانية، ابتداء من دخول سوناطراك في رأسمال إحدى أكبر المجموعات الغازية الأوروبية، والتحضير لمشاريع مشتركة، وتطوير استراتيجيات بطريقة ثنائية. ويمكن لمثل هذا التوجه أن يسمح لسوناطراك بالدخول بقوة إلى سوق الغاز الإسبانية وحتى تنويع استثماراتها على غرار ما قامت به في البرتغال من خلال المساهمة في تزويد المحطات الكهربائية بالغاز الجزائري وتطوير مجالات المصب أي البتروكيمياء ومشتقات الغاز على المستوى الخارجي، وبالتالي النشاط مباشرة في السوق المحلية الإسبانية'' وأكد بيران أن هذا الأمر سيسمح لسوناطراك بالتموقع والحد من المنافسة القطرية المتنامية التي بدأت تشكل تحديا لأكبر المنتجين والمصدرين، خاصة باتجاه أوروبا، مثل روسياوالجزائر. واستبعد الخبير أن يؤدي الاتفاق الجزائري-الإسباني إلى التأثير على مستويات الأسعار، مشيرا إلى أن التباين والازدواجية القائمة بين أسعار الأسواق الحرة والعقود طويلة الأجل ستظل قائمة، وأن الاختلاف في وجهات نظر الدول المعنية بالأسعار سيظل أيضا قائما.