شنّت مصالح الأمن والدرك بولاية بجاية، منتصف ليلة أول أمس، حملة مداهمات مشتركة، استهدفت عدد من المؤسسات الفندقية والملاهي الليلية في الساحل الغربي للمدينة، أسفرت عن توقيف 12 فتاة، من بينهن أم لأربعة أطفال، بتهمة ممارسة الدعارة. اهتزت مكانة بجاية السياحية، بعد أحداث ''تيشي'' التي انتفض سكانها ضد ما وصفوه بالانحلال والرذيلة، فبدت المدينة خالية من المصطافين. بينما لازال نشاط بعض الملاهي الليلية والمؤسسات الفندقية يستقبل زبائن من نوع خاص، لكن الخوف من تكرار الأحداث دفع الكثير من الفتيات إلى ترك مدينة ''تيشي''، والاستقرار وسط المدينة والتنقل ليلا إلى تيشي. ''الله غالب الخبزة تقول هكذا''، صرّحت فتاة قادمة من إحدى مدن الشرق الجزائري، حيث قالت ل''الخبر'' خلال المداهمة المشتركة لرجال الشرطة والدرك للمكان، ''اضطررنا إلى لبس الحجاب، والتخفي عند الوصول إلى فنادق وملاهي تيشي ليلا، ونضطر إلى مغادرتها فجرا، بعد قضاء الليلة مع الزبائن''، واعترفت هذه الشابة أن ''الناس غاضبون منا، لكن سنعمل على عدم استفزازهم دون قصد''، هكذا لخّصت فتاة من بنات الليل، الوضعية. في وقت يصر فيه رئيس أمن دائرة تيشي، على ''أن التهويل الإعلامي وتضخيم الأحداث التي وقعت في ماي الماضي وراء هذا الوضع. بما جعل الكثير من المواطنين، من مختلف ولايات الوطن، يترددون في المجيء إلى بجاية لقضاء العطلة فيها''. ولتفادي تكرار الأحداث وتوفير قدر من الاحترام للسكان، قامت السلطات الأمنية بالتحرك وشددت المراقبة وكثفت من المداهمات لهذه الأماكن، حيث قامت مصالح الأمن والدرك بتنظيم مخطط مشترك، فيه أزيد من ست عمليات مشتركة لتطهير المدينة من بعض السلوكات المنحرفة، وقد سمحت بتوقيف 162 شخص لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالأحداث، التي أدت إلى إلحاق أضرار مادية ببعض الملاهي والمؤسسات الفندقية، كانت تُستغل البعض منها في ممارسة الدعارة، إلى جانب تخريب وحرق 12 سيارة. وقلّل رئيس أمن دائرة تيشي من خطورة الأحداث التي شهدتها المدينة خلال شهر ماي الماضي، نافيا أن تكون مصالحه قد سجلت إصابات أو إحالة متهمين على العدالة. وأضاف في تحليل لتلك الاحتجاجات، أن كل ما في الأمر، هو قيام سكان المدينة بتنظيم أنفسهم للمطالبة بوضع حد لبعض الممارسات التي تخدش الحياء، ومدافعا عن المؤسسات الفندقية والملاهي الليلية، التي أكد أنها تعمل وفق القانون وتقفل أبوابها في حدود الثالثة صباحا. من جهته، أكد رئيس مصلحة الشرطة القضائية لأمن ولاية بجاية، محافظ شرطة سيد علي عادل أن التنسيق الأمني مع مصالح الدرك، سمح بمحاصرة وتطويق كل أشكال الجريمة التي تعرف انتشارا خلال موسم الاصطياف. بنات الليل: الفنادق والملاهي مصدر رزقنا الوحيد وقد سمحت المداهمة المشتركة التي رافقنا فيها عناصر الأمن والدرك إلى بعض الملاهي الليلة في مدينة تيشي، بتوقيف 12 فتاة بتهمة ممارسة الدعارة، وصرحن أثناء التحقيق معهن، أن تواجدهن في هذه الأماكن بسبب ظروفهن الاجتماعية القاهرة، وأكدن أن هذه الأماكن تبقى مصدر رزقهن الوحيد. أما قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني، الرائد اكروف نور الدين، فأكد أن بجاية التي تستقبل آلاف المصطافين في هذه الفترة تستدعي التنسيق المحكم مع الشرطة لضمان الأمن العمومي، ومواجهة الجريمة البسيطة وكذا المتاجرة بالمخدرات. كما يستدعي التنسيق في مجال محاربة حوادث المرور، على خلفية ارتفاع عدد المركبات في هذه الولاية، وتتضمن عملية التنسيق بين الدرك والشرطة أيضا، تبادل المعلومات والاستفادة من التنسيق الأمني على كل المستويات لمحاربة الجريمة وضمان أمن الأشخاص والممتلكات.