شد الفيلم الوثائقي ''حلم النسور'' لمخرجه محمد حازورلي، فضول وانتباه جمهور عريض توافد أول أمس، على عرضه الشرفي، بدار الثقافة عبد القادر علولة، بتلمسان، لاكتشاف جوانب مهمة في مسيرة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ''الأمير عبد القادر بن محي الدين''. خرج الوثائقي الخيالي ''حلم النسور'' سيناريو وتأليف محجوبة سلطاني، عن المألوف، بعدم ارتكاز المخرج على الوثائق والشهادات الحية، ليتوجه إلى الخيال في حوارية شعرية وجمالية الصورة المستنطقة للتاريخ. وحضر العرض الوثائقي بدار الثقافة عبد القادر علولة، رسميون من المؤسسة العسكرية، على غرار موفد لقائد الناحية العسكرية الثانية اللواء سعيد باي، وغابت السلطات المحلية والولائية، وكانت أول لوحة من مدينة غريس، بالقرب من شجرة المبايعة وألعاب الخيالة والفروسية، إلى صومعة أغادير بتلمسان، من خلال أبيات شعرية للأمير عبد القادر في قصيدته حول ''تلمسان''، بأداء صوتي للأستاذ عبد الرزاق جبالي، لتعود كاميرا حازورلي إلى زاوية سيدي محي الدين ببادية معسكر، أين تلقى الأمير تربيته القرآنية وتعلم مبادئ الشهامة والفروسية. وسلط العمل الضوء على نسب الأمير الشريف، والممتد إلى فاطمة الزهراء بنت الرسول الكريم، مركزا على بيعة القبائل للأمير، والتي أرادها والده الشيخ محي الدين كبيعة ''الرضوان''، التي بويع فيها النبي محمد عليه الصلاة والسلام. للإشارة، فإن مقاومة الأمير للاستعمار كانت بروح إسلامية وطابع وطني وهدف تحريري مثلما جاء في النص الوثائقي. وحاول المخرج طيلة مدة العمل، تصوير بعض المعارك التي انتصر فيها الأمير على جيوش فرنسا وبعض إنجازاته الإدارية والعسكرية، مثل مصانع الأسلحة بمليانة، وسبدو وزمالة الأمير عبد القادر والطاحونة المائية بسبدو جنوبي تلمسان ومقره السياسي بالمدية. كما ركّز العمل أيضا على معاهدة التافنة التاريخية بين الأمير عبد القادر والجنرال بيجو، في حوارية أبرزت قوة شخصية الأمير ووطنيته وإنسانيته النبيلة. واختتم العمل بوجدانيات وحوار شعري بين معشوقة الأمير مدينة تلمسان، من تمثيل إكرام حاج سعيد والشاب مصطفى فرحاوي الذي أدى دور الأمير عبد القادر.