خرج، جمهور المسرح الروماني الكازيف، أمس، غاضبا مع موجة من التصفير الذي انطلق دون انقطاع، مباشرة بعد انتهاء حفل الشاب مامي، الذي توقف في منتصف الليل، بعد ساعة و20 دقيقة من بدايته. ولم يكن السبب فشل مامي في تحريك الحضور، ولا في تجاوبه القوي معه، بل قصر مدة الاستمتاع بوصلته الغنائية، وهي 30 دقيقة بالنسبة لأكثر من 50 بالمائة من الحضور. نتج هذا الوضع المتناقض، بعد أن دفع طول الانتظار بالعديد من الشباب إلى اقتحام الباب الرئيسي وإجبار المنظمين على إعلان انطلاق الحفل بمدرجات سفلية نصف مملوءة وعلوية فارغة. وقد عبّر أحد المنظمين عن أسفه لعدم قدرتهم على تأخير الحفل خوفا من انفلات الأمور. ولم تمتلئ مدرجات المسرح الروماني، إلا بعد ساعة من انطلاق الحفل ووصول كل العائلات والشباب المتعطش لمامي الذي كان محتجزا في ازدحام حركة المرور، في مقطع من طريق سيدي فرج لا يتعدى 500 متر. وكان من الممكن أن يسجل الشاب مامي العودة التاريخية لجمهوره العاصمي، في أولى سهرات الكازيف، التي ينظمها ديوان الثقافة والإعلام، لولا أن الوصول إلى المسرح الروماني، استغرق أكثر من ساعتين عبر الطريق الفاصل بين مدخل سيدي فرج ومسرح الكازيف، حيث اضطرت الأشغال التي يعرفها الطريق المحاذي والرابط بين سطاوالي سيدي فرج، مرورا بموريتي، السلطات المحلية إلى اتخاذ قرار بتحويل السيارات القادمة إلى سيدي فرج، عبر منعطفات عديدة، خلقت اختناقا في حركة المرور، خاصة مع العدد الكبير للسيارات التي قدم أصحابها لحضور عودة الشاب مامي. واستطاع مامي، رغم ما حدث، أن يؤكد مكانته عند الجمهور العاصمي، الذي عبّر عن حبه له، بترديد كل أغانيه، بل أصرّ على عودته مرتين إلى الركح، واستجاب مامي وقدّم أشهر أغانيه القديمة، لكنه ركز على أغنية ''بلادي هي الجزائر''، التي أعادها ثلاث مرات، في بداية السهرة وفي منتصفها ونهايتها. كان مامي متعبا بعد انتهاء الحفل، وقال إنه لا يستطيع أن يغني لأكثر من ساعة ونصف على أكثر تقدير، بسبب الحفلات التي سيحييها من عنابة إلى سكيكدة، كما تأسف لكونه لا يستطيع الغناء في بعض الدول العربية خاصة تونس، بسبب الأحداث الأخيرة رغم الدعوات المتكررة له، وقال إن الجمهور التونسي راسله وسيحضر بقوة في حفله بعنابة. كما بارك مامي التغيير في الدول العربية وقال ''إن الشعب عندما يريد، يحقق ما يريد''.