ينتظر الآلاف من مرضى ولايات الجنوب، منذ جوان المنصرم، إجراء وبرمجة عمليات جراحية بعضها خطير، ولم يفلح العديد منهم حتى في الحصول على موعد لإجراء فحص طبي تخصصي. وأوقف الأطباء الجراحون في الجنوب إجراء العمليات الجراحية منذ عدة أسابيع، بسبب بداية موسم العطل الصيفية، ويضطر الآن مئات المرضى، الذين انتظر أغلبهم انتهاء إضراب الأطباء، للانتظار إلى غاية نهاية شهر رمضان من أجل برمجة العمليات الجراحية من جديد. والمستفيد الوحيد من هذا الوضع الذي استمر منذ شهر ماي تقريبا، هي العيادات الجراحية الخاصة، حيث يعمل بعض الأطباء الجراحين من أصحاب المناصب في القطاع العام. ويعاني المرضى من 4 ولايات في الجنوب على الأقل منذ بداية شهر جوان الماضي من عدم توفر أية فرصة لإجراء فحص طبي تخصصي. وتسبب إضراب الأطباء وموسم العطل الصيفية في تدهور صحة مئات المرضى الذين لم يتمكن بعضهم حتى من معرفة نوع مرضه بسبب عدم توفر الأطباء. ويقول السيد عراب عبد القادر من أدرار إنه تنقل إلى غرداية قادما من بلدية زاوية الدباغ من أجل علاج مرض غريب أصاب ابنته البالغة من العمر 6 سنوات. وتتشابه وضعيات أطفال وشيوخ وسيدات مرضى قدم بعضهم للعلاج في غرداية من قرى ومدن تبعد ب1400 كلم، ويقيم العشرات من المرضى وذويهم في ظروف شديدة الصعوبة في الانتظار للظفر بالعلاج لدى طبيب أخصائي أو إجراء فحص بالأشعة أو تحليل مخبري بغرداية التي يتوفر بها عدد لا بأس به من الأطباء المتخصصين بالمقارنة مع باقي ولايات الجنوب. ورغم معاناة المرضى، فإن بعضهم يقيم في مراقد جماعية تفتقر لأدنى شروط الصحة، فقط من أجل الظفر بالعلاج لدى طبيب مختص. وتستقبل العيادات الطبية بغرداية عشرات المرضى يوميا من أغلب ولايات الجنوب، وبعضهم يأتي من أجل إجراء فحص بالأشعة، أو لإجراء تحليل مخبري بسيط. يحدث هذا في الظروف العادية، أما اليوم وبعد إضراب الأطباء المقيمين ودخول فصل الصيف، فقد تحول مجرد الفحص الطبي إلى مشكلة كبرى بالنسبة للآلاف من مرضى ولايات أقصى الجنوب، القادمين من ولايات أدرار، تمنراست، وادي سوف وورفلة، وأدى نقص الأطباء الأخصائيين وانعدام بعض التخصصات في أغلب ولايات الجنوب وتنقل الأطباء بأعداد كبيرة إلى الشمال من أجل قضاء العطل السنوية، إلى تفاقم أزمة نقص الأطباء الأخصائيين في الجنوب التي تظهر وتشتد مع حلول كل موسم صيف، حيث يتقلص عدد الأطباء الأخصائيين بنسبة تزيد عن 30 بالمائة.